وفي هذا الشأن أوضح الكاتب رشيد بوجدرة صاحب الرواية الشهيرة "الحلزون العنيد" أنه تأسست عند المبدعين العرب رغبة في اختراق الفضاء الروائي الكلاسيكي شأنهم شأن الأدباء الغربيين الذين شكلوا -كما قال- "موجة أو نزعة تجديدية في ما يخص الرواية وأيضا الشعر". واستشهد الكاتب بوجدرة بالأديب الراحل كاتب ياسين الذي اعتبره مؤسس ومجدد الرواية الجزائرية الحديثة حيث قال: "لقد أدخلت الموجة التجديدية في كل البلدان العربية ومن ثم فقد تأسست الرواية الجزائرية الحديثة من خلال كاتب ياسين الذي عكف أيضا على تجديدها". ومن جهته تطرق الكاتب المصري يوسف شعبان إلى الجانب التاريخي لظهور مختلف الأشكال الأدبية النثرية العربية منها الرواية والقصة والقصة القصيرة، مركزا مداخلته على الكتاب العرب الشباب الذين أصبحت تتميز كتاباتهم -كما أوضح- سيما بالسير الذاتية ومعالجة المشاكل التي تعيشها بيئتهم الاجتماعية. أما الأديب السوري محمد فؤاد فقد اعتبر بدوره أنه لا وجود لأزمة حالية في المجال الأدبي العربي بل هناك مجرد ظهور أفكار تجديدية ذاكرا على سبيل المثال القصيدة النثرية التي اعتبرها "قصيدة جديدة" بمثابة شكل أدبي "أحدث قطيعة مع الأشكال الأدبية الكلاسيكية". كما استغرب المتحدث سبب غياب تساؤلات في المجال الأدبي العربي حول مشروعية القصيدة النثرية. ولدى تدخله قدم الناقد المصري صلاح السروي لمحة تاريخية وجيزة حول ظهور الشعر والنثر في العالم العربي، مؤكدا أن "الشعر كان ديوان العرب البدو الرحل بينما النثر سيما الرواية فقد انتشر في المدينة واستقر بها". وأوضح الناقد السروي أن النثر يحتاج إلى وقت واستقرار، مشيرا إلى أنه كلما تم التوجه نحو المدينة ونحو المجتمعات التي تتميز بالقيم المدنية كلما استقرت الأنواع الأدبية النثرية والسردية.