استدعت واشنطن دبلوماسيا سوريا رفيعا وأبلغته احتجاجها على ما اعتبرته نقلا محتملا لأسلحة إلى حزب الله، وهي اتهامات نفتها سوريا الأسبوع الماضي وقال بيان لنائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، غوردون دوغيد، إن زهير جبور، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السورية، وهو أرفع دبلوماسي سوري حاليا في واشنطن، استدعي وأبلغ الاحتجاج الأمريكي على ما اعتبر سلوكا “مستفزا”، يعرقل السلام. وقال البيان “الولايات المتحدة تدين أشد أنواع الإدانة نقل أي أسلحة خاصة منها أنظمة الصواريخ الباليستية من سوريا إلى حزب الله”، واعتبر أن ذلك سيهز استقرار المنطقة و”سيشكل خطرا مباشرا على أمن إسرائيل وسيادة لبنان معا”. ودعا سوريا إلى التراجع عن “السياسة غير الحكيمة التي اتبعتها في تزويد حزب الله بالأسلحة”، عندما تدرك “خطر سوء التقدير الذي قد ينتج عن هذا النوع من التصعيد”. وحسب دوغيد، فهذه رابع مرة يثار فيها الموضوع مع السفارة السورية خلال بضعة أشهر. لكن البيان وإن ألمح إلى تحويل صواريخ سكود إلى حزب الله، لم يقل صراحة إن سوريا وراء الصفقة. وقال دوغيد لاحقا لأسوشيتد برس إن البيان لم يؤكد أن صواريخ سكود نقلت فعلا إلى حزب الله، واللقاء مع الدبلوماسي السوري كان للحصول على أجوبة في هذا الشأن وللتأكيد على مخاوف واشنطن. لكن دبلوماسيا أمريكيا رفيعا لم يشأ كشف هويته قال، حسب مصادر إعلامية “ما كنا لنستدعيهم لو لم نعتقد أن هناك شيئا ما يجري”. وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي، جون كيري، أثار الشكاوى الأمريكية في لقاء مع مسؤولين سوريين في دمشق مطلع الشهر، وقال حينها “هذا شيء يجب أن يتوقف” حتى يتحقق السلام. واتهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز صراحة سوريا قبل أسبوع بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله، وهو ما من شأنه حسب الجيش الإسرائيلي تغيير موازين القوى بين الطرفين. ونفت الخارجية السورية الاتهامات واعتبرتها تحضيرا لعدوان محتمل. وخاض حزب الله في 2006 حربا ضد إسرائيل استمرت 34 يوما، وانتهت بمقتل 1200 لبناني أغلبهم مدنيون و160 إسرائيلي أغلبهم جنود، وكانت الكاتيوشا (وهي قذائف يصل مداها إلى 30 كيلومترا) إحدى أهم الأسلحة التي استعملها التنظيم اللبناني في المواجهة.