لم تدم فرحة سكان حي الزواوي بن عودة، المعروف بحوش رطال، الواقع على بعد كيلومترين ونصف عن بلدية الدواودة بولاية تيبازة، بمشروع تعبيد الطريق طويلا، إذ سرعان ما تفاجؤوا بتوقفه على بعد 300 متر فقط عن منازلهم، بحجة عدم توفر الإعتمادات المالية اللازمة لاستكمال تعبيد الطريق بأكمله. سكان حي زواوي بن عودة الذين اصطدموا بتوقف المشروع الذي انتظروه سنوات طويلة، أكدوا أن الطريق محل الشكوى كان في وضعية جيدة إبان فترة الإستعمار، ومع مرور الزمن تآكل واهترأ بفعل عدم صيانته وتجديد عملية التعبيد، حيث تحول إلى مجرد مسلك ترابي يصعب اجتيازه خلال فصل الشتاء جراء الأوحال والبرك المائية التي تعزل السكان الذين يجدون مشقة كبيرة أثناء تنقلهم لقضاء حاجياتهم، لاسيما التلاميذ. وحسب شهادات السكان، فإن مشروع تعبيد الطريق كان قد انطلق منذ شهرين، حيث تم بمقتضاه تعبيد كيلومتر واحد فقط، قبل تعبيد 100 متر إضافية دون أن يصل المشروع إلى حيهم الذي يبعد عنها بنحو 300 متر.. وهو ما اعتبره السكان “حڤرة” في حق 200 عائلة تجرعت مرارة اهتراء وتدهور وضعية الطريق طويلا. السكان الذين وجهوا العديد من الشكاوى إلى جميع الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزير الأشغال العمومية ووالي تيبازة، هددوا بالإحتجاج في حالة عدم وصول مشروع تعبيد الطريق إلى حيهم، الذي يعاني إلى جانب ذلك من غياب الإنارة العمومية و الكهرباء، مما دفعهم إلى توصيلها بشكل فوضوي من مصادر مختلفة، علما أن هؤلاء السكان يشغلون المساكن بصفة قانونية، كما أن البعض منهم يقيم بها منذ الفترة الإستعمارية.. ومع ذلك فقد حرموا من العديد من ضروريات الحياة التي باتت عرضة للخطر بفعل غياب شبكات الصرف الصحي، حيث عمد أغلب السكان إلى إنجاز حفر عادة ما تفيض في الخلاء عند امتلائها مشكلة سيولا من المياه القذرة تنبعث منها روائح كريهة جلبت إليها مختلف أنواع الحشرات.