قالوا: إن الفساد والفضائح التي عصفت بسوناطراك هي التي كانت وراء شبه فشل مؤتمر الغاز الذي عقد في وهران مؤخرا.. وليس بركان إسلندا كما يقولون! نعم عاشر شركة بترولية في العالم هي سوناطراك! ولا غرابة أن تصرف على مؤتمر الغاز 700 مليون دولار.. ويفشل فشلا غير ذريع! ولعل سمعة الشركة المذكورة هي التي كانت وراء فشل هذا المؤتمر بسبب أخبار الفضائح التي نشرت حول الشركة وحول مشروع الندوة نفسها وما شابها من قلاقل فسادية! الأكيد أن مسألة الفضائح الفسادية التي اجتاحت الجزائر منذ 5 سنوات تقريبا قد جعلت سمعة الجزائر ومؤسسات الجزائر في الحضيض على مستوى العالم! ولم يبق في الجزائر أي قطاع لم يمسه الفساد بصورة مؤسفة! حتى القطاعات الاستراتيجية! وإذا كانت عملية محاربة الفساد التي تقدمها السلطة هذه الأيام على أنها من الأعمال الجليلة التي تقوم بها لفائدة الوطن فلماذا لا تحاسب السلطة نفسها على وصول هذا الفساد إلى هذا المستوى المقلق! وإنه لمن العجب العجاب أن السلطة التي تسمح بتطور الفساد بهذا الشكل المطلق ثم تقدم عملية محاربته على أنها من إنجازاتها الكبرى! والمشاريع الكبرى تقتضي سرقات كبرى!؟ سوناطراك فيها مشكلة، والفلاحة فيها مشكلة، والطرق والأشغال العمومية مشكلة! والشرطة فيها مشكلة، والموانئ فيها مشكلة.. والصناعة فيها مشاكل..! والتجارة حدّث ولا حرج! أما الإدارة والإسكان والمالية والبنوك فقد ملأت السجون بإطاراتها! حتى بات الفساد نفسه يتعرض إلى فساد في التسيير لأخباره! ويبقى السؤال: هل السرقة والفساد في الجزائر أصبحا هما القاعدة وما عداهما فهو الاستثناء؟! وإذا كان حال الفساد هو هذا الذي يعلن كل يوم.. فلماذا لا تقوم السلطة بإصلاح وضع إسناد المسؤوليات.. وإصلاح طرائق متابعة أداء المسؤولين؟! الواضح أن السرقة والفساد أصبحا هما الطريقين السلطويين المقبولين والفعالين في توزيع الثروة على المواطنين.. ثروة البترول والغاز اللذين ينتجهما الأجانب في أرضنا؟! وهاتوا ورشة واحدة فتحت في الجزائر وليس فيها كلام فساد!