وأضاف السيد بوعزيز سمير أن اللجنة البلدية للهلال الأحمر الجزائري لولاية تيزي وزو شرعت، منذ ال25 من شهر جانفي الجاري وإلى غاية نهاية مارس المقبل، في عملية التكفل بالأشخاص دون مأوى على مستوى عاصمة الولاية، وذلك من خلال توزيع وجبات ساخنة يوميا، مع تخصيص طبق الكسكسي كل نهاية الأسبوع، إلى جانب توزيع فواكه طازجة وعصير من الفواكه عليهم• وأشار المصدر ذاته إلى أن عدد هؤلاء فاق27 من مختلف الأعمار، بينهم نساء وأطفال، مؤكدا أن مصالحه وقفت على حالات تتأسف لها المشاعر الإنسانية، مثلما هو الحال لمتشردة اتخذت من عتبة المسجد العتيق بأعالي مدينة تيزي وزو مكانا لها، لكسب عطف المحسنين، وفي حجرها طفل رضيع لا يتعدى العامين، حيث يقوم أعضاء من الهلال الأحمر الجزائري بتزويدها بكميات من الحليب والأكل لمساعدتها على التكفل بابنها• وأضاف المتحدث أنه من بين العدد المذكور هناك 9 نساء أعمارهن تتراوح ما بين 40 و55 سنة، إلى جانب 8 أطفال قصر أغلبهم إناث، يتم استغلالهن في التسول، وكثيرا ما يتعرضن لتحرشات واعتداءات جسدية في ظل غياب من يحميهن• في حين تتراوح أعمار الرجال الذين تم إحصاؤهم ما بين 50 و65 سنة• ومن بين الأماكن التي يتواجد فيها هؤلاء المتشردون بكثرة، بمن فيهم الفتيات، نجد المحطة البرية لنقل المسافرين الواقعة بالمخرج الغربي لمدينة تيزي وزو، وكذا طريق السكة الحديدية بذراع بن خدة، إضافة إلى محطة الحافلات بذات المنطقة، أين يصادفك أقدم متسول بتيزي وزو ويبلغ من العمر حوالي65 سنة، والذي اتخذ من المكان "مقرا" له منذ ثماني سنوات• وأشار المصدر ذاته إلى أن أكبر مشكل يصادف عمل منتسب الهلال الأحمر الجزائري هو رفض هؤلاء الأشخاص المكوث في دار العجزة الكائن ببوخالفة بالنسبة لكبار السن بعد موافقة من مديرية النشاط الاجتماعي، ليتبين أنهم يريدون الاحتفاظ بحريتهم، وحتى الإناث يرفضن التنقل إلى مختلف المراكز المخصصة لإيوائهن وانتشالهن من أخطار الشارع الذي لا يرحم، نافيا في سياق مماثل أن يكونوا قد أحصوا متسولين من جنسيات أجنبية بشوارع مدينة تيزي وزو، مؤكدا أن الحالات المسجلة هي من مناطق متفرقة بولاية تيزي وزو ك"ترميثين" و"الأربعاء ناث ايراثن" و"عزازفة"، إلى جانب وجود متسولين آخرين قدموا من ولايات البليدة والبويرة، وأزيد من20 منهم قدموا من العاصمة، منهم من يستقر بالولاية، في حين يغادر العدد الأكبر باتجاه ولاية بجاية، وهم بذلك يقضون الشتاء في تيزي وزو أين تعودوا على الوجبات الساخنة التي يقدمها الهلال الأحمر الجزائري على غرار ولايات قسنطينة والعاصمة، وفي الصيف يجوبون مختلف المناطق السياحية في عاصمة الحماديين، حيث يتوافد السواح بكثرة على الولاية نظرا للخدمات السياحية والمتعة بالبحر، خاصة إذا علمنا أن هؤلاء يجنون يوميا ما يزيد عن 2000 دينار• جدير بالذكر أن مصالح بلدية تيزي وزو قد تبرعت بكمية معتبرة من الغطاء البلاستيكي الذي وضعته في تصرف الهلال الأحمر الجزائري.. ليتم توزيعه بمعية الأغطية على المتسولين عبر الشوارع الرئيسية على مستوى مقر الولاية•