كشفت التقارير الأخيرة لمكاتب الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، بالعاصمة، في حصيلة لها للسداسي الأول من الموسم الدراسي الجامعي الجاري، عن سوء تسيير الخدمات الجامعية الذي لا يخدم تطلعات الطلبة وحسبما جاء في البيانات الاحتجاجية للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، فإن أبرز المشاكل التي واجهت الطالب.. انعدام النظافة، خاصة بدورات المياه والمطاعم، إلى جانب رداءة الوجبات المقدمة، وكذا مشكل غياب الأمن. في حين ركز هؤلاء على مشكل الإيواء والإكتظاظ الذي تشهده العديد من الإقامات التي أضحت اليوم شبيهة بالفنادق لكونها تحوي الطالب والعامل والبطال في آن واحد، وهو ما يزيد من الإكتظاظ داخل الغرفة الواحدة التي تضم أكثر من 5 أشخاص في أغلب الأحيان.. وهي جملة المشاكل التي أجبرت الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين على إعداد تقرير مفصل عن التجاوزات التي هدد بشأنها باللجوء إلى احتجاج عام في حالة عدم استجابة الجهات المعنية إلى انشغالات الطلبة ومحاولة تداركها مع الدخول الإجتماعي المقبل. الإقامات الجامعية تهدد مستقبل الطالب يعرف قطاع الخدمات الجامعية تراجعا كبيرا لا يتوافق وتطلعات الطالب، بالنظر إلى النقائص المسجلة التي تزداد تدهورا من سنة لأخرى، بالرغم من الميزانيات المعتبرة التي تم تخصيصها للنهوض بالقطاع. غير أن الواقع يبرز عكس ذلك، حيث تفيد التقارير الصادرة عن بعض الإقامات المتواجدة بإقليم العاصمة، الحالة السيئة والمتدنية التي وصل إليها القطاع، خاصة فيما تعلق بالإطعام الذي يشهد فوضى عارمة، نتيجة تدني الوجبات التي انعكست سلبا على صحة الطالب، ناهيك عن الطوابير اللامتناهية، إلى جانب انعدام النظافة التي باتت أهم ما يشغل بال المقيم بالأحياء الجامعية.. التي تشهد دورات مياهها تسيبا كبيرا وتعفنا أدى إلى انتقال الأمراض والعدوى بين المقيمين. كما أجمعت التقارير على مشكل انعدام التدفئة وتدهور حالة الأجنحة وبعض الغرف التي باتت قطرات الأمطار تتسرب إليها.. ناهيك عن نقص الكتب بالمكتبات والغياب الكلي للنشاطات الرياضية، الثقافية والعلمية. هي الوضعيات التي تتقاسمها كل من إقامة العاليا الجامعية، سيدي عبد الله، طالب عبد الرحمان1 و2 قاريدي 1، القبة القديمة وباية حسن، أولاد فايت 1 وأولاد فايت 3. الإقامات غير الشرعية وغياب الرقابة زاد الوضع سوءا يعاني الطالب من الدخول غير الشرعي للغرباء، هذا الأمر يضاف إلى سلسلة المشاكل التي يعاني منها الطالب الداخلي، كانعدام سيارات إسعاف بالعديد من الإقامات الجامعية الحديثة منها والقديمة، الأمر الذي عقد في كثير من الأحيان عملية نقل الطلبة المرضى في الحالات الإستعجالية، مثلما حدث بالإقامة الجامعية لأولاد فايت 3، حيث أدى غياب سيارة الإسعاف إلى وفاة طالبة، مما يستلزم حسب بيان الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ضرورة توفير على الأقل سيارة إسعاف واحدة بكل إقامة. موازاة مع ذلك، أكد المدير العام للخدمات الجامعية، مباركي محمد الهادي، خلال حديثه مع “الفجر”، أن المشاكل الموجودة على مستوى الإقامات الجامعية هي مشاكل بسيطة، مثلها مثل المشاكل الموجودة على مستوى الأحياء السكنية، غير أن الإختلاف يتمثل في أن الطالب يتحسس نوعا ما فيعمل على تضخيم الوضع عن طريق الإحتجاجات، مضيفا أن الشيء المؤكد هو أن جميع عمال الإقامات الجامعية يسهرون دائما من أجل راحة الطالب..