وصف الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، السيد إبراهيم بولقال، في تصريح ل"المساء"، الخدمات الجامعية حاليا بالمتدهورة، وذلك رغم تخصيص الدولة أموالا ضخمة لهذا القطاع وصلت هذا العام إلى 53 مليار دينار، إلا أن هذه الأموال حسب المتحدث، لا تصل مائة بالمائة إلى الطالب· مضيفا في نفس السياق أن الديوان الوطني للخدمات الجامعية، أثبت عجزه عن تسيير هذا القطاع الهام· داعيا إلى تبني سياسة لا مركزية التسيير لتجنيب القطاع العديد من المشاكل· في حين اعتبر مديرالديوان الوطني للخدمات الجامعية، السيد بلوصيف، هذه الخدمات بالمرضية· موضحا أن تعليمات جديدة ستطبق في الميدان لتحسين الظروف داخل الإقامات الجامعية· كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، عن تنظيم لقاء غدا الجمعة يجمع الفروع الولائية وذلك بمقر الاتحاد بالعاصمة، قصد دراسة الاقتراحات والمطالب، وعلى رأسها مطلب مراجعة المنحة الدراسية قبل أن ترفع إلى الحكومة في الأيام القليلة المقبلة· وعرفت الأوساط الطلابية وعلى الخصوص الإقامات الجامعية في السنوات الأخيرة، جوا من الفوضى والغليان بسبب تدهور الخدمات المقدمة، سواء فيما يخص الأكل أو الإيواء أو النشاطات الترفيهية من ثقافية ورياضية، إلا أن المنحة الدراسية تبقى تتصدر قائمة انشغالات الطلبة، لتحظى بالأولوية لدى مختلف ممثلي الطلبة والمنظمات النقابية، بعد أن أصبحت هزيلة للغاية أمام انخفاض القدرة الشرائية· وأكد الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، السيد إبراهيم بولقان، في تصريح ل"المساء"، أن الخدمات الجامعية كما هي الآن متدهورة· مشيرا في هذا الشأن الى أن الدولة خصصت أموالا ضخمة لتوفير الظروف الملائمة للطالب حتى يتفرغ لدراسته، إلا أن هذه الأموال لا يستفيد منها هذا الطالب مائة بالمائة، حسب المتحدث، الذي أكد انه لو أنفقت هذه الأموال من أجل تحسين الخدمات الجامعية كما هو مسطر لها لكانت الأوضاع والنتائج الدراسية أحسن والاحتجاجات في الأوساط الطلابية أقل· وأضاف المتحدث بخصوص المنحة الدراسية المقدر ب 900 دينار في الشهر، أنها تحتاج الى إعادة نظر ومراجعة، كونها حددت حسب معايير تجاوزها الزمن تعود الى سنة 1989، منتقدا خلط بعض المسؤولين بين ما هو بيداغوجي وما هو اجتماعي والطبيعة الحقيقية لمنحة الطالب الجامعي، التي هي في الحقيقة منحة دراسية بيداغوجية لم توجد للتكفل بالأكل والإيواء والنقل، وإلا لماذا يتقاضاها الطالب الخارجي الذي لا يتناول وجبته بالإقامة ويتوجه الى سكناه بعد نهاية الدروس، وغير ذالك من الخدمات· وأوضح بولقال أن الاتحاد لن يتوقف عن المطالبة برفع المنحة لأنها أصبحت تشكل المطلب الأساسي للطلبة، الذين يقدر عددهم اليوم بمليون و50 ألف طالب· كما دعا المتحدث إلى ضرورة اتباع سياسة اللامركزية في تسيير الخدمات الجامعية بعد أن عرف هذا القطاع توسعا كبيرا، حيث أصبحت خريطة الجامعة أكبر مما كانت عليه قبل سنوات، الأمر الذي جعل الديوان الوطني غير قادر على التكفل بصفة ملائمة باحتياجات الطلبة من الخدمات، وقد تسبب ذلك حسب المصدر في سوء التسيير وحالة اللااستقرار التي يعرفها الديوان، الذي تعاقب عليه 11 مديرا خلال فترة 12 سنة، أي بمعدل مدير في كل سنة· وتحدث الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، عن تلاعب بأموال الدولة عبر العديد من المديريات الولائية للديوان، والدليل على ذلك وجود العديد من المديرين كما هو الحال بالنسبة لولاية تيزي وزو وتلمسان، في السجون ومثول آخرين أمام العدالة· مدير الديوان الوطني للخدمات الجامعية : الخدمات مقبولة وإجراءات جديدة لتحسينها في الأفق نفى مدير الديوان الوطني للخدمات الجامعية السيد صالح بلوصيف، أن تكون الخدمات المقدمة للطلبة حاليا سيئة بالدرجة التي يروجها البعض·· مؤكدا في تصريح ل "المساء "، أن مجهودات كبيرة بذلت ولا تزال تبذل من اجل توفير الظروف الملائمة للطلبة سواء داخل الإقامات الجامعية أو خارجها· وأعلن المحدث في ذات السياق، أن تعليمات جديدة صارمة سيشرع في تطبيقها ميدانيا تعدادها يفوق 30 تعليمة انبثقت عن اللقاء الأخير بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تتعلق بالخدمات داخل الإقامات والمطاعم الجامعية تشمل الوجبات المقدمة وشروط النظافة وغيرها· وبخصوص لا مركزية تسيير قطاع الخدمات الجامعية، قال السيد بلوصيف، أن هذا النمط هو المطبق حاليا، حيث أن المديريات الولائية التابعة للديوان تعمل بكل استقلالية وعلاقتها بالديوان الوطني مجرد علاقة تنسيق و مراقبة فقط·· ومديرو الدواوين الولائية حسب المتحدث يتخذون القرارات محليا بتفويض من المدير العام· أما بخصوص المنحة الدراسية، فيرى رئيس الديوان الوطني للخدمات الجامعية، أن مسالة مراجعتها تبقى من صلاحيات الحكومة· مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر البلد الوحيد التي يعطي هذه المنحة الدراسية.