وقائع الحادثة الغريبة جدا يقول الوالد “عمي احمد“ أنها بدأت عند هذا التاريخ المشؤوم الذي خرج فيه ندير من منزل والديه الكائن بسيدي إبراهيم، للتوجه إلى منزل جده الواقع بولاية الطارف، وحينما هم بقطع الطريق وسط مدينة عنابة متوجها نحو محطة توقف سيارات الأجرة الخاصة بالذرعان، دهسته سيارة تمكن صاحبها في لحظات من الاختفاء عن الأعين، تاركا الضحية يتخبط في دمائه، وهو الذي لم يكن يحمل معه من وثائق سوى رسالة من مركز التكوين المهني مدون عليها اسمه ولقبه وكذا هاتفه النقال، لتتدخل عناصر الحماية وتحول الضحية إلى قسم الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي، مسجلا باسمه الحقيقي، حسب ما أورده تقرير مصالح الحماية المدنية، ليتم تحويله إلى مصلحة الإنعاش. من هنا باشر الوالد رحلة بحث سعيا للعثور على فلذة كبده التي تم التعرف عليها صدفة من قبل أحد جيرانه بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد بعد 17 يوما كاملة عاشت العائلة خلالها كابوسا حقيقيا، أثر على والدته وأخيه، ليتم بعد ذلك الاتصال بالوالد الذي صدم عند اكتشاف جثة ابنه تحت اسم مجهول، وافته المنية بتاريخ 19 من الشهر الجاري، ليطالب بتحقيق حول تسجيل ابنه مجهولا بمستشفى ابن رشد، مناشدا المتسبب في وفاة ابنه للظهور وإطفاء جمرة عائلة لاتزال تحت وقع الصدمة العنيفة لفقدان عزيزها . جدير بالذكر أن ولاية عنابة خلال أسبوع واحد، كانت أحياؤها مسرحا للعثور على ثلاث جثث، الأولى لشاب يبلغ من العمر 32 عاما، ينحدر من منطقة بوشايب بولاية قالمة، عثر عليه ليلة الخميس إلى الجمعة من الأسبوع الفارط، مرميا على رمال شاطئ سيدي سالم بالبوني، والثانية هي جثة لكهل في الخمسينيات من العمر وجدت في حالة متقدمة من التعفن بأحد منازل المدينة القديمة، وبعدها بيوم واحد، تم انتشال جثة آخر وجد بدهليز مجاور لمستشفى ابن رشد. وتجدر الإشارة إلى أن المصالح الأمنية باشرت تحقيقات معمقة حول هذه الوفيات لرفع ملابساتها الغامضة.