أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء المسيلة، أول أمس، المتهمة بجناية الإجهاض المفضي إلى الوفاة، بثلاث سنوات سجنا نافذا. فيما أدانت المتهمين الثلاثة، بعام حبسا مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية بقيمة 10 آلاف دج. المتهم في هذه القضية هي والدة الضحية، هذه الأخيرة تبلغ من العمر 17 سنة.. واكتشفت والدتها أنها حامل، ما دفعها لارتكاب هذه الجريمة خوفا من الفضيحة. وقائع هذه الجريمة المروعة، التي حدثت بدوار المعاريف بولاية المسيلة، تعود إلى شهر جوان 2009 ، أين تلقت مصالح الضبطية القضائية مكالمة هاتفية من أحد أقارب العائلة، يخطرهم بوقوع جريمة قتل نفذتها أم في حق ابنتها عائشة، البالغة من العمر 17 سنة. وأفاد صاحب البلاغ أنه بتاريخ الوقائع، كان متواجدا بحفل زفاف أحد الأقارب، وفي حدود الساعة منتصف الليل، سمع قرعا على الباب، وعند فتحه وجد عم الضحية يخطره بوفاة عائشة، حيث توجه مسرعا إلى بيت الضحية التي وجدها ملقاة في باحة المنزل، وهي غارقة في دمائها، ووجد أمها مقيدة اليدين والرجلين ويمسكها إبناها. وأضاف أنه طلب من الجميع عدم لمس أي شيء ، إلى حين حضور مصالح الأمن. عند سماع والد الضحية، صرح أنه بتاريخ الوقائع، كان يشاهد التلفاز رفقة أولاده وزوجته الجانية، التي كانت تحمل عصا وتتلفظ بعبارات تقشعر لها الأبدان، ثم قالت لهم أن علامة قرب الساعة قد حلت، ثم طلبت منه السماح لها بالإنفراد بالبنت، وهو ما حصل حيث أدخلتها إلى إحدى الغرف، وقامت بإغلاق الباب. بعدها خرج من المنزل وقام بتشغيل محرك الشاحنة المركونة بالقرب من المنزل، لمعاينة الخطوط الكهربائية لها. وأضاف أنه كان يسمع من حين لآخر ابنته تئن، بسب قرب نافذة الغرفة من المكان الذي كان متواجدا فيه، حيث كانت والدتها تطلب منها السكوت، وتقول لها “اسكتي يا بنيتي راني نداوي فيك”، مضيفا أنه لم يتدخل، بل طلب من ابنه الصغير تفقد الوضع. وبعد ساعة من الزمن أخبرته إحدى بناته بوجود تسرب للدم، من تحت باب الغرفة، وهو ما دفعه إلى طرق الباب بهدف تفقد الأمر، إلا أن زوجته رفضت دخوله. وبمرور نصف ساعة، خرجت الجانية ملطخة بالدماء، وقامت بالتهجم عليه ووجهت له ضربتين متتاليتين على مستوى القفص الصدري، وكانت تردد “بعد عليا راني نداوي فيها”، ثم كررت الهجوم عليه وطلبت منه مساعدتها في إخراج جثة عائشة إلى رواق المنزل، حيث استجاب لطلبها. وقتها، يواصل الأب سرد تفاصيل القضية، كانت زوجته الجانية ترمي على جسم فلذة كبدها البخور والحلبة وأوراق نبات الدفلة، قبل أن تخرج أجزاء متقطعة من أحشائها، وترميها في أنحاء متفرقة من المنزل، مضيفا أنهساعد زوجته في نزع ثياب ابنتيهما الملطخة بالدماء، وألبساها جبة خضراء وتغطيتها برداء إلى غاية حضور صهره وزوجته في حدود الساعة الحادية عشر ليلا والنصف، حيث قام رفقة هذه الأخيرة بتنظيف المنزل من الدماء، ونقل الأثاث الملطخ إلى المستودع، في حين قام صهره وشخصان من الجيران بتكبيل الجانية إلى غاية وصول عناصر فرقة الدرك الوطني .