طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الإدارة الأمريكية عبر مبعوثها للسلام في المنطقة، جورج ميتشل، بالسعي لاستصدار قرار دولي من أجل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام وذلك بعد القرصنة الإسرائيلية على “أسطول الحرية” الذي كان يحمل متضامنين ومساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع جاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني، خلال ثالث لقاء جمعه بالمبعوث الأمريكي للسلام، جورج ميتشل، منذ إطلاق واشنطن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعايتها قبل شهر وذلك إثر تعثر عملية السلام منذ ديسمبر 2008. وأكد الرئيس الفلسطيني لميتشل أنه يجب رفع الحصار واستصدار قرار بذلك “لأن الوضع لا يحتمل ومسؤولية الحصار تقع على عاتق المجتمع الدولي وعلى إسرائيل بدرجة أساسية”، حسب ما صرح به أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه. كما وصف محمود عباس، أول أمس الخميس، الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل بأنها “إرهاب دولة”، مشددا على أن الأولوية بالنسبة للقيادة الفلسطينية هي رفع الحصار عن قطاع غزة منذ قرابة ثلاث سنوات. ولدى استقباله نائبة وزير الخارجية الايطالي لشؤون الشرق الأوسط والتعاون الدولي، ستيفانيا كراكسي، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، أمس، أكد الرئيس عباس على ضرورة تشكيل لجنة دولية خاصة ذات مصداقية للتحقيق في أعمال القرصنة التي قامت بها إسرائيل ضد “أسطول الحرية” في المياه الدولية.
ولفت من جهة أخرى إلى أهمية زيارته القادمة إلى واشنطن، موضحا أنه سيتم التركيز فيها على موضوعي حدود الدولة والأمن و موضوع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. كما شددت الدبلوماسية الإيطالية بدورها على دعم بلادها للموقف الفلسطيني ولسياسة الرئيس عباس، مشيرة إلى أنها ستعمل على زيادة الدعم الايطالي المقدم للشعب الفلسطيني. وكشفت كراكسي أن الحكومة الايطالية ستعمل على تشكيل لجنة وزارية مشتركة إيطالية - فلسطينية، على غرار اللجنة الوزارية الفلسطينية-الألمانية برئاسة سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني. من جهته، قال المبعوث الأمريكي للسلام، جورج ميتشل، إن الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الحرية” يجب ألا يقوض محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، معتبرا أن ما جرى بالنسبة لسفن المساعدات التي كانت في طريقها إلى غزة يؤكد الحاجة إلى تحقيق تقدم في المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف ميتشل، خلال كلمة ألقاها أمام مؤتمر فلسطين الثاني للاستثمار المنعقد في بيت لحم بالضفة الغربية، “أن الوضع السياسي في المنطقة يتطلب تحديا كبيرا خصوصا بعد الحادث المؤسف وسقوط الأرواح في أسطول الحرية”، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل مع المجتمع الدولي على توحيد الجهود وحل قضية السفن. وأكد ميتشل أن إدارته تعمل حاليا على التغلب على معيقات عملية السلام معربا عن أمله بأن تتحول المحادثات غير المباشرة إلى مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. كما أشار إلى دعم واشنطن لخطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لإقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين ودعم الاقتصاد الفلسطيني.