مع بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة، اعتزل عدد من أصحاب المقاهي الواقعة بساحة الثورة بوسط مدينة عنابة، بيع القهوة والشاي، كما هو منصوص عليه في سجلاتهم التجارية، وركزوا جل نشاطهم على بيع المثلجات أصبح نشاط بعض المقاهي بولاية عنابة يقتصر على إعداد الأنواع المختلفة للمثلجات الملتهبة الأسعار و عصير الفاكهة الطبيعي، على حساب المشروبات الأخرى من شاي وقهوة ومشروبات غازية، التي استغنوا عن بيعها بهدف الربح السريع الذي تدره عليهم المثلجات المبالغ في أسعارها، وذلك أمام غياب مصالح المنافسة والأسعار التابعة لمديرية التجارة. هذه الوضعية أثارت سخط العشرات من المدمنين على شرب القهوة صباحا بساحة الثورة بوسط مدينة عنابة، والذين طالبوا بضرورة تدخل الجهات المختصة لوقف تطاول أصحاب المقاهي، جراء الممارسات الغير حضارية على حد وصف المواطنين، إذ لا يعقل في أي بلد كان أن يفرض التاجر منطقه على الزبون، مثلما يحدث بعنابة أين تحول التاجر إلى سيد الموقف.. حيث أضحى الزبائن ملزمون بتناول مثلجات “الأيسكريم” وعصير الفواكه الباهظة الثمن، دون المشروبات العادية، وهو ما تؤكده بطاقات الطلبات المستعملة بهذه المقاهي التي تتوفر على قائمة المثلجات والعصير فقط دون القهوة والشاي، المحذوفين من القائمة إلى غاية دخول فصل الشتاء وعودة السياح إلى ديارهم. ويشتكي المواطن العنابي بصفة عامة، من الإرتفاع الجنوني لأسعار المثلجات بساحة الثورة بمدينة عنابة، أين يصل سعر كوب “الأيسكريم” الواحد إلى 200 دج، فيما يفوق سعر عصير الفواكه الطبيعي ال 150 دج.. وهي أسعار ليست في متناول الجميع، عدا السواح الأجانب وأصحاب المال، ما يجعل ساحة الثورة حكرا على هؤلاء فقط، بالرغم من أن المساحات المستغلة من قبل هذه المقاهي اقتطعت على حساب المواطن العنابي، على اعتبار أن ساحة الثورة بوسط مدينة عنابة هي ساحة عمومية. يحدث هذا في ظل الغياب الكلي لمصالح المنافسة والأسعار التابعة لمديرية التجارة لولاية عنابة، التي يتوجب عليها التحرك السريع لمراقبة أصحاب المقاهي بساحة الثورة، الذين تحولوا إلى سماسرة، عوض تفانيهم في الرقي بخدماتهم إلى مستواها الحقيقي من أجل تنمية قطاع السياحة أكثر بهذه الولاية الساحلية التي تفقد الموسم تلو الآخر آلاف السواح، بفعل انعدام ثقافة سياحية هادفة.. وما انتهازية التجار بساحة الثورة إلا دليل على سلبية الفعل السياحي الذي ينفر السواح أكثر ما يرغبهم.