كان من المنتظر أن تحقق بلدية ڤديل، بالنظر إلى موقعها الجغرافي القريب من قرية كريشتل السياحية، التي لا تبعد عنها إلا مسافة 10 كلم، وعن المنطقة البتروكيمياوية لمجمع سوناطراك بأرزيو إلا ب 15 كلم، أن تحقق الوثبة الحقيقية في مجال التنمية التي تعيد الأمل لسكانها خاصة الشباب البطال الذي فاقت نسبته 76%، ما جعلهم يشعرون بخيبة أمل دفعتهم إلى ركوب زوارق الموت باتجاه المجهول. لا يجد الزائر إلى هذه البلدية إلا البؤس والحرمان الذي يطبع نفوس المواطنين، في ظل غياب المساحات الخضراء ومراكز الترفيه لفائدة الشباب الذي غصت به المقاهي وجدران البلدية، حيث يحمّل المواطنون مسؤولية تردي الوضع لسلطات الدائرة والبلدية. خلال زيارتنا للبلدية، أجمع الكثير من المواطنين على أن أمهات القضايا لا تزال عالقة بشكل ملفت للإنتباه في كنف النقص الفادح في وسائل النقل، غياب المياه الصالحة للشرب، والإنقطاعات المتواصلة للكهرباء، وعدم ربط العديد من الأحياء بها. بالإضافة إلى أن البلدية لا تتوفر إلا على مصنع واحد للآجر لم يعد القائمون عليه قادرين على امتصاص عشرات البطالين من الشباب الذي يبقى يندد بتجاهل مسيري البلدية لمطالبهم رغم الشكاوي المتكررة. ويصنع أحداث البلدية ثلاث جمعيات يبرز نشاطها في شهر رمضان، حيث تتسابق للظفر بالقفة، ليس للمعوزين كما يتغنى بها الكثيرون، وإنما لتحقيق أغراض شخصية وتوزيعها حسب طريقتهم الخاصة مع تحويل الكثير منها إلى منازلهم على حساب الفئات المحرومة الذين لا تزال معاناتها مستمرة.. إلى درجة أن الوضع أضحى ينذر بوقوع انفجار بين اللحظة والأخرى. وما أفاض الكأس، حسب السكان، عملية توزيع 173 وحدة سكنية على انتهازيين، من بينهم تجار مجوهرات، على حساب المحتاجين الذين يناشدون السلطات الولائية إخراجهم من دائرة النسيان، وإيفاد لجان للتحقيق في الكثير من الملفات التي وصفوها بالسوداء في ظل التسيير الأعرج للبلدية.