لم يشفع لها موقعها السياحي المحاذي للبحر، أن تنهض وتيرة التنمية بها وفق ما يتطلع له سكان قرية كريشتل، التابعة إداريا لبلدية ڤديل التي تبعد عن مقر ولاية وهران ب 45 كلم، حيث أنه بمجرد دخولك إلى هذه القرية الهادئة تكتشف أنها تعاني التهميش جراء التسيير العقيم لمنتخبي البلدية الذين يستنزفون كل ميزانيتها لصالح البلدية بالرغم من أنها تضم أزيد من 6 آلاف ساكن، إلا أن أول ما يشد انتباهك تلك الجمل المكتوبة على الجدران والتي تمجد الحرقة في ظل البطالة الخانقة التي يعاني منها شباب القرية، نتيجة غياب مناصب عمل وغلق كل الفرص حتى في إطار الشبكة الاجتماعية، ما دفع بالشباب إلى انتهاج طريق الحرڤة لتحقيق بعض أحلامهم، خاصة أن المشروع الوحيد الذي كان يعلق عليه شباب القرية آمالا كبيرة للحصول على منصب عمل بميناء كريشتل المحاذي للقرية لم يتم إنجازه، ولا زالت الأشغال به متوقفة منذ سنوات بالرغم من رصد غلاف مالي يقدر ب 2.7 مليار دينار، على أن يضم 50 وحدة صيد منها 12 قاربا لصيد السردين. وفي ظل هذه الوضعية، وبالرغم من الإمكانيات التي تزخر بها قرية كريشتل السياحية وموقعها الجذاب، إلا أنها لم تستغل لصالح السكان، حيث تجد يوميا العشرات من الشباب يجلسون بالقرب من الشاطئ ويتطلعون إلى ما وراء البحر. ونتيجة لذلك أحصت القرية قرابة 500 شاب غادروا منذ سنوات ديارهم إلى الضفة الأخرى من البحر، وهناك من عاد وآخرون لم يرجعوا، فيما يتواجد الكثير منهم في عداد المفقودين وذلك حسب شهادة سكان القرية. يندد، من جهتهم، العديد من السكان بسياسة التسيير العقيم التي ينتهجها منتخبو البلدية بعد توجيه كل ميزانية القرية لتسيير بلدية ڤديل، ما جعلها تتخبط في بحر من المشاكل في غياب المدارس والمؤسسات التعليمية التي دفعت بالكثير من الأولياء إلى توقيف أبنائهم، خاصة الإناث، عن الدراسة بعد صراع يومي مع النقل. وعلى صعيد متصل، تفتقد القرية للإنارة في الشوارع والمنازل ولمياه الشرب، إضافة إلى غياب شاحنات النظافة.. حيث تم تحويل مقبرة القرية إلى مفرغة عمومية لرمي القمامة، فضلا عن تدني مستوى الخدمات الصحية لتواجد طبيب واحد دون صيدلية.