تتفاوض الجزائر في الآونة الأخيرة مع كل من تونس والمغرب حول استراتيجية الاندماج المغاربي- المغاربي في سوق الكهرباء وبرعاية من الاتحاد الأوروبي بهدف توحيد تسعيرة الكهرباء داخليا وتحيين قوانين مشتركة لرفع حجم المبادلات في مجال الطاقة والتي لا تتعدى حاليا 1 بالمائة. المحافظ الأوروبي “مشروع ديزارتك يخدم الأهداف الحكومية للضفتين لا غير” تتفاوض الجزائر في الآونة الأخيرة مع كل من تونس والمغرب حول استراتيجية الاندماج المغاربي- المغاربي في سوق الكهرباء وبرعاية من الاتحاد الأوروبي بهدف توحيد تسعيرة الكهرباء داخليا وتحيين قوانين مشتركة لرفع حجم المبادلات في مجال الطاقة والتي لا تتعدى حاليا 1 بالمائة. في ندوة صحفية جمعت أمس وزير الطاقة، يوسف يوسفي، بنظيريه من تونس والمغرب وكذا المحافظ الأوروبي، غينتر وينجرز، بفندق الشيراطون بالعاصمة، أكد يوسفي أن المفاوضات جارية بين البلدان المغاربية الثلاث، من أجل التوصل إلى توحيد تسعيرة تسويق الكهرباء والطاقة بينها، وبعدها توحيد التسعيرة الداخلية، بهدف دمج الأسواق الداخلية المغاربية في السوق الداخلي للاتحاد الأوروبي، حيث انطلقت الاتفاقية منذ 29 أفريل 2007، وقد حققت نتائج مرضية لحد الآن بإجماع الحاضرين أمس، في انتظار المشاريع المستقبلية لتزويد أوروبا بالكهرباء المغاربية، تضاف إلى المشاريع السابقة لهذه الدول، مقابل استفادة دول المغرب العربي من الخبرة والتكوين والمساندة التقنية والمالية للاتحاد الأوروبي، باعتبارها المحاور الأربعة التي ترتكز عليها الاتفاقية، فيما ستتوصل الدول المغاربية، حسب الوزير يوسفي، إلى تحيين قوانين مشتركة لتسهيل عملية الاندماج. الاتحاد الأوروبي يعتبرها قاعدة تكتل الاتحاد المغاربي وفي المقابل، يعتبر المحافظ الأوروبي، غينتر، أن هذا الاندماج قاعدة أساسية لإعادة بعث تكتل الاتحاد المغاربي، لاسيما في حال التوصل إلى توحيد تسعيرة الكهرباء بين هذه الدول على مستوى أسواقها الداخلية، وبالتالي نجاح الرسالة التي تحملها أوروبا ضمن الاتفاقية، ويتعلق الأمر بالتعاون الصناعي والطاقوي بين الضفتين، حيث أوضح أن مشروع “ديزارتاك“ للطاقة المنتظر تجسيده بصحراء المغرب العربي، أهدافه حكومية عمومية، ولا يخدم المصالح الخاصة، رغم تمويله من طرف الخواص “بل هو مشروع يجمع مؤسسات ألمانية، فرنسية، إسبانية وإيطالية، بالحكومات المغاربية لتحقيق أرباح مشتركة”، يضيف المحافظ الأوروبي، الذي تحدث أيضا عن التفاوض مستقبلا بعد توحيد تسعيرة الكهرباء مغاربيا حول سعر التصدير إلى أوروبا والمزايا التي تمنح بين الطرفين، خصوصا وأن أوروبا تنوي إنتاج الطاقات المتجددة بهذه الدول ثم تستوردها منها. 400 كيلوفولط مبادلات الطاقة بين الجزائر والمغرب ذكرت وزيرة الطاقة المغربية، أمينة بن خضرة، حجم تزويد المغرب بالطاقة الجزائرية، الذي بلغ 400 كيلوفولط حاليا، وهو مؤشر ضعيف مقارنة بتزويد أوروبا، لكنها تتفاءل بشأن ارتفاعه في حال تحقيق الاندماج المغاربي. فيما أكد وزير الطاقة التونسي على ضرورة الاندماج “سنعمل سويا في هذا الاتجاه، وتونس ملتزمة بمشروع الاندماج، وأدعو الدول المغاربية للتكاتف في هذا المجال الحيوي”، وأشار يوسف يوسفي إلى إشراك كل من ليبيا وموريتانيا مستقبلا في المشروع، لاسيما وأن الاتفاقية تضم أيضا مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، إلى جانب البترول والغاز. وعود أوروبا لحل الملفات العالقة مع الجزائر تحدث محافظ الاتحاد الأوروبي مع وزير الطاقة، يوسف يوسفي، حول عدة ملفات مشتركة على انفراد، أول أمس، حسبما ذكره في تدخله، واهتم الطرفان بملفات الطاقة وملفات سياسية، لم يفصّل فيها، وأكد المحافظ الأوروبي على إدراج الملفات العالقة ضمن اللقاءات المقبلة لحلها نهائيا، بغية تعزيز العلاقات الثنائية دونما عراقيل اقتصادية، بينما ركز يوسفي على سياسة الحوار وضرورة ترقيته، سواء فيما يخص الاندماج أو العلاقات مع أوروبا.