قال مدحي لحسن لاعب وسط الخضر في حديثه ل"الفجر" بأن لاعبي المنتخب الوطني عازمون على تقديم كل ما عندهم في مباراة اليوم والعمل ما هو مطلوب منهم لضمان التأهل إلى الدور الثاني من الممونديال الإفريقي هل يمكن أن تصف لنا الأجواء الحالية ؟ كما يعلم الجميع فإن مصيرنا كان متعلقا بالمباراة ضد منتخب إنجلترا، لأن هزيمتنا أمام منافس يبقى من بين المرشحين للتنافس على اللقب العالمي كانت تعني إقصاءنا المباشر من المونديال، لذا فإن إحساسنا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا جعلنا نتحدى كل الظروف النفسية الصعبة ونقدم مردودا يعكس أحقيتنا في التواجد ضمن منشطي الحدث الكروي العالمي، ونقطة التعادل سمحت لنا ببعث الأمل في قلوب كل الجزائريين بشأن قدرتنا على التأهل إلى الدور الثاني، وهو المهم بالنسبة لنا، لأن تمسكنا بأمل التأهل أعاد لنا الثقة في النفس والإمكانيات، والأمور تسير على أحسن ما يرام بين اللاعبين والطاقم الفني، لأننا نعمل كمجموعة منسجمة ومتكاملة من أجل هدف واحد، وهو السعي لتشريف الألوان الوطنية ولن ندخر أي جهد للتأهل وإسعاد الجمهور الجزائري. ما هي الخلاصة التي خرجتم بها بعد مباراة إنجلترا ؟ أعتقد أن نتيجة التعادل تعد منطقية إلى أبعد الحدود، بالنظر إلى التكافؤ الكبير الذي ميز أطوار هذه المواجهة، لأن التنافس على الكرة انحصر أكثر في خط وسط الميدان، رغم أننا لم ندخل جيدا في المباراة، وذلك ليس خوفا من المنتخب الإنجليزي، وإنما بسبب الضغط البسيكولوجي الذي فرضته علينا الهزيمة الأولى ضد سلوفينيا، لكننا ومع مرور الدقائق نجحنا في كسب الثقة في النفس، وبادرنا إلى الهجوم، وقد فرضنا ريتمنا بالتمريرات القصيرة، وكان بإمكاننا إحراز الفوز في الشوط الثاني، كوننا ضيعنا فرصتين سانحتين للتهديف، وعلى العموم يمكن القول بأننا حقننا الأهم. هل يعود المردود الجيد ضد الإنجليز إلى رد فعل بعد نكسة المباراة الأولى ؟ من المؤكد أن هزيمتنا أمام سلوفينيا كانت عبارة عن كابوس لم نتمكن من الاستفاقة منه، لأننا كنا الأحق بالنقاط الثلاث، لكن كرة القدم لا تخضع لأي منطق ومنحت الفوز للسلوفينيين من كرة ميتة، وعليه فإن تلك الهزيمة تركت آثارا سلبية على معنوياتنا، لأننا لم نكن نتوقع أن ندشن مشاركتنا في المونديال بتعثر، وكل الحسابات كانت مضبوطة على المقابلة الأولى للفوز بها ومنافسة الإنجليز والأمريكان على إحدى تأشيرتي العبور إلى ثمن النهائي، ورغم ذلك فقد تسلحنا بإرادة فولاذية وعزمنا على ضرورة رفع التحدي وتأدية مقابلة في المستوى أمام إنجلترا، وهذا لضمان مشاركة مشرفة في أكبر تظاهرة كروية عالمية، وإصرارنا كان كبيرا على تدارك ما فاتنا، وهي العزيمة التي جسدناها على أرضية الميدان، حيث كنا ننتظر هذه المباراة بفارغ الصبر لطي صفحة النكسة التي لحقت بنا أمام سلوفينيا، لأننا خيبنا آمال الجماهير التي رافقتنا في هذا المونديال، وكذا ملايين الجزائريين الذين كانوا يرتقبون ظهورنا في العرس العالم، لأننا على دراية بالأجواء التي تعيش على وقعها الجزائر قبل انطلاق المونديال، فما بلك بالمباراة التي نكون نحن أحد أطرافها. المنتخب الوطني بحاجة للتسجيل في مباراته ضد أمريكا وهو ما تعذر عليه في الواجهات الأخيرة... فكيف ترى الحل؟ مشكلة الهجوم تبقى فعلا مطروحة، وكان باستطاعتنا الفوز على سلوفينيا لو كانت النجاعة الهجومية حاضرة، لكن الحظ خاننا أمام السلوفينيين، وعدم تمكننا من التسجيل في مقابلتين لا يعني بأننا لا نملك مهاجمين في المستوى، لأن جبور وغزال لهما من المؤهلات الفردية ما يسمح لهما بهز شباك أي منافس، غير أن الضغط النفسي الذي فرض علينا منذ بداية الاستعدادات لهذا المونديال أفقد اللاعبين توازنهم وتركيزهم، والدليل على ذلك الكيفية التي تلقى بها غزال البطاقة الحمراء في المقابلة الأولى... لكني أرى بأن الوضع سيختلف كلية في المباراة القادمة ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأن اللقاء يكتسي أهمية قصوى، وحاجة المنتخبين للفوز لضمان التأهل فتلعب المباراة مفتوحة، وهو ما قد نستغله لتسجيل أهداف. نلمس تفاؤلا كبيرا في كلامك...؟ لقد كسبنا الثقة في النفس والإمكانيات واستعدنا ثقة جماهيرنا في مرحلة جد حساسة، وهذا بفضل تعادل وحيد مع منتخب إنجلترا، وهو أمر عايشناه في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا، حيث كنا قد دشنا مشاركتنا في هذه المنافسة بهزيمة غير منتظرة أمام مالاوي، لكننا عدنا بقوة ونجحنا في التأهل إلى الدور الثاني، والأغلبية رشحتنا للإقصاء على يد كوت ديفوار في ربع النهائي، إلا أننا برهننا على حسن تعاملنا مع الظروف الصعبة التي نمر بها، وهو السيناريو الذي أتوقعه أن يتكرر، لأنني ألمس في المجموعة عزيمة كبيرة على دخول التاريخ بتأهل الجزائر إلى الدور الثاني من المونديال، ولا يهمني من سيسجل هدف التأهل، لأن الهدف جماعي وينحصر في البحث عن السبل التي تمكننا من تجاوز عقبة المنتخب الأمريكي بسلام، دون انتظار نتيجة مباراة المنتخبين الإنجليزي والسلوفيني. بم تود أن نختم هذه الدردشة ؟ ما يمكن قوله أننا حققنا الأهم بالظهور بوجه مشرف أمام أقوى منافس في المجموعة، وهي نتيجة أكدت أيضا بأن هزيمتنا ضد سلوفينيا لم تكن مستحقة، وعليه فإن الجماهير الجزائرية تعلق آمالا عريضة علينا للمرور إلى ثمن النهائي، ومهمتنا ليست سهلة، كون المنافس سيسعى بدوره إلى الظفر بتأشيرة التأهل، لكننا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق هذا الحلم، لأننا منتخب المعجزات والمواعيد الحاسمة، ومباراة واحدة ستمكن الكرة الجزائرية من دخول التاريخ، وهو أمر سيزيد من روحنا المعنوية وعزيمتنا على الفوز ومواصلة المغامرة لأن سلاحنا في هذه المواجهة يتمثل في الروح المعنوية العالية وتماسك وتلاحم المجموعة.