تدخل الباراغواي إلى ملعب "بيتر موكابا ستاديوم" في بولوكواني حيث تواجه نيوزيلندا في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة لمونديال جنوب إفريقيا، وهي تتطلع لما بعد الدور الثاني، لأن فوزها على "أول وايتس" سيجنبها مواجهة هولندا في الدور الثاني ويمنحها فرصة مواجهة منتخب في متناولها إن كان الدنمارك أو اليابان. وسيكون منتخب الباراغواي بحاجة إلى تعادل فقط مع "أول وايتس" من أجل أن يضمن تأهله إلى الدور الثاني بعد أن تعادل مع إيطاليا بطلة العالم 1/1 وفاز على سلوفاكيا 2/صفر، لكنه يبحث عن الفوز ولا شيء سواه أمام المنتخب الأوقياني من أجل تجنب هولندا متصدرة المجموعة الخامسة، ما سيسهل مهمته نسبيا في أن يطمح لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه. وتأكدت طموحات الباراغواي على لسان مدافعها كارلوس بونيت الذي قال: "نريد أن نتصدر المجموعة مهما تطلب الأمر وأن نحاول عدم ترك هذه الفرصة الرائعة تفلت من بين أيدينا. بعدها سنرى أين سنلعب مباراتنا التالية وأمام أي منافس". ومن المرجح أن تنجح الباراغواي في الخروج فائزة من مواجهتها كما فعلت في المباراة الودية السابقة بينهما عام 1995 (3/2)، لأن المنتخبات الأمريكيةالجنوبية تختلف تماما عن نظيرتها الأوروبية مثل إيطاليا وسلوفاكيا بفضل اندفاعها الهجومي الذي يعتبر من الركائز الأساسية لنجاحها، خصوصا في ظل وجود لاعبين من طراز روكي سانتا كروز (مانشستر سيتي الإنجليزي) ولوكاس باريوس ونيلسون هايدو فالديز (كلاهما في بوروسيا دورتموند الألماني) وأوسكار كاردوزو (بنفيكا البرتغالي)، ومدرب أرجنتيني مميز هو خيراردو مارتينو الذي قاد الفريق في مرحلة انتقالية وتمكن من إيصاله إلى كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي والثامنة في تاريخه. لكن قوة الباراغواي ليست محصورة بالناحية الهجومية وحسب، بل إنها تتميز بأدائها الدفاعي في ظل وجود بونيت ودا سيلفا وأنتولين ألكاراز وكلاوديو موريل، وقد أظهر "لا ألبيروخا" صلابة مميزة خصوصاً في مواجهة الإيطاليين، ما سيجعل مهمة "أول وايتس" صعبة للغاية في الوصول إلى مرمى الحارس خوستو فيار. قد يكون الحصول على نقطة من إيطاليا انتصاراً تاريخياً لنيوزيلندا، بلد الريغبي ومنتخب "أول بلاكس"، لكن الانتصار على الباراغواي سيصبح من المؤكد يوما وطنيا في هذا البلد الذي حجز مكانه في النهائيات للمرة الثانية بعد 1982 بعدما استفاد من انتقال أستراليا إلى الاتحاد الآسيوي، لأنه سيحمله إلى الدور الثاني في مفاجأة لم يكن يحلم بها أكثر المتفائلين في العالم.