عرفت تجارة ألبسة الخضر والأعلام الوطنية انتعاشا وحيوية بعد مباراة الإنجليز، التي برهن فيها رفقاء الوجه الجديد، رياض بودبوز، على قدرة الفريق الوطني على مقارعة الكبار، ونزلت فأل خير على التجار الذين استأنفوا نشاطهم بتسجيل أرباح قياسية، بعد ركود تجارتهم عقب مباراة سلوفينيا وفي جولة قادتنا إلى معظم المحلات والأسواق الشعبية، وكذا الأسواق الموازية بالعاصمة، لاحظنا إقبالا متزايدا لأبناء الجزائر على أقمصة وبذلات أشبال سعدان وكل ما يتعلق بال”الخضرا”، وكذا الإقبال على الأعلام الوطنية بمختلف أحجامها، من أجل مؤازرة الفريق الوطني رابحا أو خاسرا، بما أن الجمهور الرياضي اقتنع بمردود الخضر لحد الآن، وأقرّ بامتلاك الجزائر لفريق كبير يجب أن تحترمه كل الفرق العالمية، لأنه بكل بساطة يقارع الكبار ويؤكد ترتيبه العالمي حاليا عند الرتبة ال 30، أنه فريق من طينة الكبار، ما ساهم في انتعاش تجارة “الخضرا”، كما يسميها التجار، ومكنتهم من تحقيق أرباح تتراوح بين ألفين و5 آلاف دج، لتجار التجزئة في السوق الموازية، نظرا لمطاردات البوليس لهم، فيما يحقق أصحاب المحلات ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف دج في اليوم، حسب موقع المحل. ويقول أصحاب المحلات إن الإقبال يتزايد على الأقمصة الأصلية ل “بيما”، والتي بلغ سعرها 7500 دج، فيما يؤكد تجار السوق الموازية تزايد مبيعات القمصان غير الأصلية، والتي بلغ سعرها 750 دج، والفرق 7 آلاف دج، بين الأصلي والمقلد. وكما تطرقنا إليه سابقا على صفحات “الفجر”، فإن المبيعات وقيمة الأرباح ترتبط بنتيجة كل مباراة. في حين سجّل تجار الجملة، وأصحاب ورشات الخياطة، نفاذ المخزون بعد مباراة الإنجليز، بسبب الطلب المتزايد، لاسيما على أقمصة الوجوه الجديدة، على غرار قادير وڤديورة، والمدلل الصغير للخضر رياض بودبوز، الذي يبدو أن حبّ الجمهور له ساهم بقوة في إنعاش تجارة “الخضرا” لدى التجار. وتبقى آمال التجار معلقة بنتائج الخضر، وعازمين على مناصرة أشبال سعدان خلال المونديال، وفي المواعيد القارية والعالمية القادمة. أما بالنسبة للأعلام والرايات الوطنية، فقد أثبت الجزائريون - يقول التجار- وطنيتهم وتعلقهم بالبلد، ويعقدون العزم كلما سنحت الفرصة لذلك، مثلما يحدث الآن، إلى جانب طلب الجمهور للأعلام الفلسطينية والعراق، من أجل إثبات مساندتهم لقضايا الظلم العربية، وحمل هذه القضايا في القلب وأمام العالم في مثل هذه المناسبات الكروية الكبرى. وقد رفض بعض التجار ذكر أرباحهم التي يُدّرونها من بيع الرايات الوطنية، لأنها تخص الوطن رغم أنهم يتاجرون فيها، فيما قال آخرون إن الأرباح تصل إلى 4 آلاف دج يوميا في مختلف الأحجام، متفائلين برواج هذه التجارة مستقبلا، بعد أن تراجعت التجارة في المجالات الأخرى.