أدى أمس منتخبنا الوطني مباراة بطولية رائعة وضخ في رصيده نقطة من ذهب بعد نجاحه في إحراج العملاق الإنجليزي احد المرشحين للظفر بالتاج العالمي قبل بداية الدورة. الخضر وبكثير من التألق قارعوا الإنجليز في موقعة كاب تاون واستدرجوهم إلى تعادل ثمين يبقي منتخبنا طرفا مهما وفاعلا في معادلة التأهل إلى الدور الثاني ، ويجبر تشكيلة كابيلو على قهر "السلوفان" لتفادي العودة مبكرا إلى لندن، لقد ضربت كتيبة الشيخ سعدان سربا من العصافير بحجر واحد ، فتفوقت فنيا وتكتيكيا على من نصبه المختصون المرشح الأول والأبرز لحجز بطاقة ثمن النهائي عن هذه المجموعة التي كشفت حقيقة الميدان أنها متكافئة ولن تبوح بأسرارها حتى إسدال الستار على فعاليات الدور الأول، ومررت الإسفنجة على إخفاق الجولة الأولى التي بعثت الشك في نفوس المناصرين دون اللاعبين الذين أكدوا أمس أنهم من طينة الكبار ويحسنون اللعب مع الكبار وتحت الضغط، والاهم أعادت الإنجليز إلى الأرض ورفعت معنويات الجزائريين فوق السحاب قبل مواجهة الأمريكان في "معركة" حاسمة وملتهبة سيخوضها رفقاء عنتر يحي بروح أم درمان. مباراة الجمعة "السعيد" أذابت الفوارق وأثبت بالحجة والبرهان امتلاكنا منتخبا يعد بمستقبل واعد ، فرغم ما قيل في أعقاب خسارة سلوفينيا رمى زياني وبقية الأبطال الشكوك والانتقادات خلف ظهورهم ، ولعبوا بروح المجموعة التي حاولت بعض النفوس المريضة النيل منها بإشاعات لا مكان لها إلا في عقولهم، لقد اتسم لعب منتخبنا بالذكاء والتنظيم والانضباط ، فأغلقت المساحات والمنافذ وغيب روني ولامبارد وجيرارد في لحظة إبداع أبناء الجزائر الذين تفوقوا باللمسة الفنية والروح القتالية . تعادل أمس حمل طعم الانتصار كونه جاء بعد بداية متعثرة أدخلت الشك في نفوس من لا يعرفون القيمة الحقيقية للخضر ولأصحاب الذاكرة الضعيفة لأن درس "كان انغولا" ليس ببعيد. فكما كان الإنجليز يبحثون عن تعويض ما ضاع أمام الأمريكان وتعبيد طريق التأهل ، دخل منتخبنا اللقاء بظهر إلى الحائط ، كون الهزيمة كانت تعني الخروج رسميا من السباق والعودة مبكرا إلى عقر الديار. إنجاز أمس لم يكن من صنع اللاعبين فقط، بل هندس له الشيخ رابح سعدان بدهاء فتفوق على كابيلو، وعرف كيف يعيد ترتيب البيت في الوقت المناسب بلمسة سحرية يملك سرها، حيث ظهر المنتخب بوجه مختلف تماما عن المردود المقدم في لقاء سلوفينيا . المباراة وعلى أهميتها عرفت تغيير الحارس فوزي شاوشي بالمتألق رايس مبولحي وهاب ودخول الفنان الواعد رياض بودبوز مكان جبور وهي تعديلات اعطت ثمارها رغم ان الثنائي الجديد خاض بالمناسبة أول لقاء رسمي. وفي الجهة المقابلة غير كابيلو الحارس غرين بزميله ديفيد جيمس واشرك جيمي كاراغر وغاريث باري، وكما كان متوقعا شهدت بداية اللقاء ضغطا هجوميا إنجليزيا في محاولة لإرباك الخضر وأخذ التفوق مبكرا فجاءت الكرة الساقطة من جيرارد اول انذار تعامل معه مبولحي برزانة. وفيما تصدى دفاع الخضر لمحاولات المنافس ببسالة ، استعاد الخضر توازنهم واستحوذوا على الكرة مع توازن لافت بين الجبهتين اليمنى واليسرى ، حيث تألق كالعادة بلحاج وزياني شمالا وخطف الأضواء قادير وبودبوز يمينا، وجاءت أول فرصة خطيرة لمنتخبنا في الدقيقة 15 اثر تمريرة عالية من بوقرة في اتجاه مطمور ولكن الحارس الإنجليزي جيمس أبعد الكرة بقبضة يده. وتلاها بودبوز بقذفة قوية جانبت المرمى وأدخلت الخضر في اللقاء، حيث اكتسبت عناصرنا الثقة بالنفس وشنت ضغطا مكثفا على الإنجليز الذين تراجعوا وعززوا مواقعهم الخلفية تحت ضربات الأنيق بودبوز والنشط يبدة الذي انذر جيمس (د20) برأسية جميلة، ورغم افتقاد أشبال سعدان للدقة في نهاية الجمل الهجومية وأمام هذا المد الهجومي جاء الرد الإنجليزي قويا عن طريق لامبارد في أخطر فرصة لفريقه (د33) اثر عرضية تلقاها داخل منطقة العمليات وسددها بقوة لكن مبولحي صدها ببراعة. ورد الخضر بهجمة سريعة في الدقيقة 35 أنهاها زياني بقذفة صاروخية مرت بجوار القائم. عقب الاستراحة استهلت كتيبة سعدان الشوط بقوة فضغطت على الإنجليز حيث توالت الهجمات وسط حالة من عدم التوازن في المنتخب الإنجليزي الذي فشل في الرد وارتبك ما جعل كراجر ينال إنذارا في الدقيقة 59 لإعاقة يبدة في لقطة تعكس التفوق الجزائري بوضوح. وبتوالي الدقائق زاد الشد العصبي وتدنت لياقة بعض لاعبين سيما بعد دخول السريع رايث فيلبس والعملاق كراوش ما ارغم الشيخ على ضخ دماء جديدة في الفريق ، فجاء دخول قديورة وعبدون ومصباح موفقا ومنعشا . ولولا نقص التركيز والخبرة على هذا المستوى لأحرز الخضر هدف التقدم في الدقائق الأخيرة أين أتيحت لهم عدة فرص سانحة لم تجسد. ليكون هذا التعادل رائعا وثمينا في انتظار تثمينه مساء الأربعاء أمام الأمريكان.