كان خروج الفريق الوطني الجزائري من المونديال قبل يومين أحد أبرز أحداث افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي بمدينة روتردام الهولندية، الذي أقيم مساء أول أمس، بمشاركة سينمائيين ونقاد ونجوم من عدة دول عربية شكلت أطوار المقابلة التي جمعت، مساء الأربعاء، المنتخب الجزائري مع نظيره الأمريكي، والتي انتهت بخروج مشرف للخضر من عرس المونديال العالمي، الحدث الأبرز في افتتاح المهرجان السينمائي بروتردام، خصوصا مع تواجد كثيف للجالية الجزائرية في هولندا وحضور سينمائي جزائري كبير في المهرجان. قدم الممثل والمنتج الجزائري كريم طرايدية، عرضا فنيا كوميديا في حفل الافتتاح، أثار اهتمام الحضور، تطرّق فيه عن نشأته السينمائية في قريته الصغيرة التي ضمت دار عرض سينمائي إلى جوار المسجد والمدرسة قبل أن يقدم عدد من الأغنيات الفلكلورية العربية وفيلما وثائقيا ضم أكثر من مئة مشهد من أبرز مشاهد السينما العربية خلال السنوات الخمسين الماضية. وفوجئ طرايدية المقيم بين هولندا وبلجيكا خلال تقديم فقرته الأولى بسؤال من داخل القاعة حول نتيجة مباراة الجزائر وأمريكا في مونديال كأس العالم ليرد بحزن واضح إن "الخضر" لم يوفقوا، لتضج القاعة لفترة بالحديث عن المونديال قبل أن يستعيد طرايدية زمام الأمور ليواصل تقديم فقرته. بينما طلب الممثل التونسي محمد علي بن جمعة الحاضرين عقب تكريمه إلقاء كلمة موجزة قال فيها إنه يود أن يبقى المهرجان صيغة للإشعاع بين العرب وأوربا لكنه يدعو العرب أولا أن يهتموا بالعلاقات بين بعضهم البعض قبل أن يهتف "تحيا السينما.. ولننسى الكرة". في إشارة إلى التوتر الثقافي الناتج عم التوتر الرياضي بين الجزائر ومصر، منذ أكثر من ستة أشهر على خلفية إقصاء الفراعنة من الموعد الكروي العالمي على أيدي أفناك الجزائر. وبعيدا عن هوس الكرة وأخبارها، سيعرض المهرجان وعلى مدار خمسة أيام ما يناهز 50 فيلماً تمثل ما يزيد عن 20 دولة عربية وأوربية، كما ينظم في دورته لهذا العام ثلاثة مسابقات، الأولى للأفلام الروائية والثانية للأفلام الوثائقية، والثالثة للأفلام القصيرة، يتنافس فيهما 30 فيلماً على نيل الصقور الذهبية والفضية جوائز المهرجان. وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والتي تعد المسابقة الرئيسية للمهرجان، تشارك ثمانية أفلام هي: "حراڤة" لمرزاق علواش من الجزائر، "واحد صفر" لكاملة أبو ذكرى و"بالألوان الطبيعية" لأسامة فوزي من مصر، و"الدواحة" لرجاء العماري من تونس، و"كل يوم عيد" لديمة الحر من لبنان، و"أمريكا" لشيرين دعيبس من فلسطين، و"نادية" لأمين داسي من هولندا، و"طيور الياسمين" لسلافة حجازى من سوريا. يذكر أن مهرجان الفيلم العربي في روتردام، أصبح اليوم واحداً من أهم التظاهرات الثقافية والفنية العربية على الصعيد الأوربي، خصوصا بعد قرار إنهاء تجربة "بينالي السينما العربية في باريس"، الذي كان ينظمه معهد العالم العربي.