أكد منتجو التمور أن ثمّة ثلاث مشاكل رئيسية تربك الإنتاج في الجزائر، وتتركّز هذه المشاكل أساسا في محدودية الترويج، نقص الدعم اللوجستي وقلة الحماية الصحية، بما يحول - حسبهم - دون الارتفاع بإنتاج التمور إلى مستويات قياسية. وأجمع هؤلاء على أنّ توخي قدر أكبر من الاحترافية، سيقود منظومة التمور إلى أكثر تنظيم وانتظام وفاعلية حسب ما أورده موقع الإذاعة الوطنية وأوضح مسؤول تعاونية للتمور ببسكرة، أحمد رويني، في هذا الصدد أنّه من الأجدى الانطلاق من أرضية صحيحة حتى لا يحصل هناك تعثر، هذا الأخير يشخّصه في عدم تثمين المنتوج وإعطاؤه القيمة التي يستحقها من خلال الترويج المكثف له، على غرار “دڤلة نور” التي تشتهر بها منطقة طولڤة، مع الإشارة إلى أنّ عاصمة الزيبان تستوعب 284 فلاح على الأقل في ميدان التمور، وبلغ الإنتاج في العام الأخير حدود 88.596 قنطار. وتساءل المسؤول الذي تنتج تعاونيته 350 إلى 400 طن في السنة عن العائق الذي يحول دون إغراق السوق المحلية بالتزامن مع الانفتاح على السوق الخارجية والقيام بإشهار للمنتوج المحلي يعرّف به في أسواق ما وراء البحار، ولِمَ لا تمور الجزائر في معارض عالمية كمعرض برلين مثلا. من جهته، يقحم صاحب تعاونية بتڤرت، تيجاني بكوش، إشكال التوطين الجمركي، فضلا عن الحماية الصحية. وفيما يتصل بإشكال أغلفة البلاستيك لحماية العراجين، أكد أنه يعرف نقصا كبيرا ورغم إيداع المنتجين طلبات للاستفادة من دعم بنكي منذ سنتين، إلا أن طلباتهم لا تزال حبيسة الأدراج على حد قولهم. كما دعا الطيب زغيمي، وهو أحد منتجي التمور من ولاية غرداية، إلى تبني خطة شاملة تنهض بالقطاع، واعتماد مخطط واسع للترويج؛ وهو ما يشاطره نور الدين بوعزة، رئيس جمعية منتجي التمور بواد رهيو على مستوى ولاية غليزان. ويشكو بشير غريس، أحد المتعاملين بولاية أدرار، من كون تمور الأخيرة التي تنضج اعتبارا من الفاتح جوان، وتظل متاحة حتى شهري ديسمبر وجانفي، مهددة بمرض “البوفروة” الذي قضى على الكثير من النخيل، في وقت لا يزال تموين الفلاحين بالأدوية في الوقت المناسب، يعاني من اختلالات، ما يجعل الكم موجود لكن النوعية تنطوي على نقائص. وأشار الطيب، المنتج للتمور بمنطقة تڤرت، أنّ شبح الاسوداد الذي يطال التمور بين شهري جوان وجويلية، بينما يبقى الافتقاد إلى الدواء اللازم سيد الموقف. ويقحم الطيب أيضا، عامل عدم مسح ديون عديد الفلاحين، وما سماها عدم مسايرة البنوك لوتيرة التنمية الفلاحية، متحججا باقتصار قرض الرفيق على بضع فلاحين فقط في تڤرت. كما يطرح متعاملون قضية التأمينات، خصوصا وأنّ العديد ممن يقومون بجني التمور يتعرضون لإصابات خطيرة كل سنة، ما يستدعي حمايتهم اجتماعيا وتمكينهم من تعويضات، في حين يرافع آخرون لتشكيل لجنة مشتركة بين صندوق الدعم الفلاحي ومهنيين، لتكييف المنتوج، فضلا عن تلقين تقنية تغليف العراجين وكذا التزوّد بالشبكات التي من شأنها وقاية التمور من الحشرات.