رغم ترشيحها قبل انطلاق المونديال لنيل اللقب بصفتها بطلة أوروبا 2008، إلا أن إسبانيا افتتحت المونديال بسقوط أمام سويسرا، ليقلل البعض من إمكانية فوزها باللقب العالمي، حيث لم يفز أي منتخب بلقب المونديال بعد خسارة أولى مبارياته، لكن إسبانيا كسرت تلك القاعدة واستطاع مدرب منتخب إسبانيا، فيسنتي ديل بوسكي، أن يحقق وبهدوء لقب بطولة العالم مطبقا نفس أسلوب سلفه لويس أراغونيس، الذي توج بلقب يورو 2008 باعتماد أسلوب التمريرات القصيرة والضغط الهجومي الفعال. ورغم أن فرناندو توريس تألق وأهدى منتخب بلاده لقب أمم أوروبا بفضل هدفه في المباراة النهائية أمام ألمانيا، لم يلعب هداف ليفربول بنفس المستوى في المونديال لتأثره بإصابة لحقت به قبل انطلاق المونديال، لكن إسبانيا المليئة بالمواهب أفرزت نجم فالنسيا المنتقل حديثا لصفوف برشلونة، ديفيد فيا، الذي أحرز خمسة أهداف لمنتخب بلاده ليتساوى في صدارة هدافي المونديال. وتجدر الإشارة إلى أن جميع من سجل لإسبانيا في المونديال كانوا من لاعبي برشلونة، بطل الدوري الإسباني والسداسية التاريخية في عام 2009، وهم ديفيد فيا (خمسة أهداف) وأندريس إنييستا (هدفين) وكارليس بويول (هدف). وأخيرا، تمكّن الماتادور من كسر نحسه في كأس العالم التي لا يتذكر له الكثيرون أنه استطاع فيها تحقيق المركز الرابع في مرة يتيمة وبعيدة تعود إلى عام 1950 بعد أن أقيمت البطولة بنظام الدوري من دور واحد. وخلال 11 مشاركة سابقة، خرج الفريق الإسباني من الدور الأول لكأس العالم، كانت أقساها هي آخرها عام 1998، واقترب الفريق كثيرا في أكثر من مناسبة لكنه فشل في التأهل لنصف النهائي وكانت آخرها في مونديال 2002 في كوريا واليابان، حيث سقط أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح في ربع النهائي، التي أعقبت تعادلا سلبيا رغم أنه أحرز هدفا صحيحا دون أن يعرف من يتحمّل مسؤولية إلغائه الحكم المصري جمال الغندور أم مساعده التريندادي مايكل راغوناز. إنييستا نجم كاتالونيا..ومحرر إسبانيا اختير اللاعب أندريس إنييستا، الذي أحرز الهدف الوحيد في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم، أحسن لاعب في المباراة. يعتبر اللاعب أندريس إنييستا، اللاعب القادم من نادي برشلونة والذي يحمل الرقم 6 ضمن لاعبي المنتخب الإسباني، واحداً من أبرز وأمهر لاعبي خط الوسط الموهوبين الذين أنجبتهم إسبانيا. لقد اكتشفت موهبة اللاعب إنييستا، المولود في الحادي عشر من ماي عام 1984، وهو في سن الثانية عشرة، وخلال شهور قليلة شق طريقه إلى النادي الكتالوني، برشلونة، ضمن فريق الشباب، حيث بدأت شهرته بالبروز بوصفه أحد اللاعبين الموهوبين الخجولين، والذي يمكنه أن يمرر الكرة من ”خرم إبرة.” وبرز سحر اللاعب القصير، الذي لا يزيد طوله على 170 سنتيمتراً، في التعامل مع الكرة في وقت لاحق ضمن المنتخب الإسباني للشباب، وذلك عندما ساعد منتخب بلاده دون سن 16 وكذلك منتخب دون سن 19 في الحصول على اللقب الأوروبي للفئتين العمريتين المذكورتين. كما ساهم في وصول منتخب بلاده للشباب إلى نهائي كأس العالم للشباب عام 2003، في البطولة التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر عام 2002، وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، انضم لفريق برشلونة، حيث بدأ يكشف عن المزيد من القوة في اللعب، إلى جانب المهارة الفائقة والسرعة. وزادت مهارته في اللعب في أي موقع ضمن خط الوسط، وبزغ كلاعب خلف المهاجمين، وهو المكان الذي منحه القدرة على تنفيذ مهامه بفاعلية كبيرة، بحيث تظهر الكرة وأنها ملتصقة بقدمه بمادة لاصقة حتى وهو يركض. وبعد أن نال هذا اللاعب لقب الدوري الإسباني مرتين وكأس السوبر مرتين ولقب دوري أبطال أوروبا، شارك في المسيرة الموفقة والمليئة بالألقاب مع برشلونة في العام المنصرم، ونال معه 6 ألقاب في موسم واحد، وفقاً لما ورد في موقع الفيفا على الأنترنت. كما كان واحداً من العناصر الأساسية في كتيبة إسبانيا المتوجة بكأس أوروبا سنة 2008، لكنه غاب عن كأس القارات بسبب الإصابة، وها هو اليوم يمنّي النفس بترك بصمته في ملاعب جنوب إفريقيا، وتوّج إنجازاته أخيراً بالفوز مع منتخب بلاده ببطولة كأس العالم. يذكر أن إنييستا خاض 49 مباراة دولية وأحرز 8 أهداف في تلك المباريات، لعل أهم هدف هو هدفه في مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، إذ بواسطته منح بلاده اللقب الذي انتظرته طويلاً، وهو كأس العالم، لتصبح بواسطته أيضاً ثامن دولة تنال اللقب العالمي، بعد البرازيل وإيطاليا وألمانيا والأرجنتين وأوروغواي وإنجلترا وفرنسا. ويسلي شنايدر إسبانيا لديها أقوى منتخب في العالم أكد ويسلي شنايدر، نجم المنتخب الهولندي، أمس، أن إسبانيا لديها ”أقوى منتخب في العالم” عقب انتهاء نهائي كأس العالم. وقال لاعب إنترناسيونالي الإيطالي في تصريحات صحفية ”عندما تخسر نهائي المونديال بالطبع ستكون حزينا جدا ولكن إسبانيا حقا تمتلك أقوى منتخب في العالم”. وتابع ”لا أرغب الآن في الحديث عن أي شيء سوى العودة لهولندا لشكر كل الناس التي وقفت معنا وساندتنا منذ اليوم الأول لنا في البطولة”. وأشار إلى أنه تحدث عقب اللقاء مع زملائه السابقين بفريق ريال مدريد وأنه وجدهم ”سعداء جدا”. وأضاف ”أرغب في تهنئة إسبانيا فهم يستحقون الفوز”. وبسؤاله عن الكرة الذهبية التي توّج بها الأوروغواني دييغو فورلان كأفضل لاعب قال إن الإحباط الذي انتابه بعد ضياع حلم المونديال لم يعط له الفرصة للتفكير في أي شيء آخر. إسبانيا تسجل رقما قياسيا في أقل عدد أهداف لبطل كأس العالم سجل منتخبا إسبانيا رقما قياسيا من المحتمل ألا يكون مرغوبا فيه وهو أنه أصبح صاحب أقل عدد من الأهداف لبطل كأس العالم. وأحرزت إسبانيا ثمانية أهداف فقط في مبارياتها السبع بجنوب إفريقيا وهو ما يقل بثلاثة أهداف عن الرقم السابق لأقل عدد من الأهداف لبطل كأس العالم والبالغ 11 هدفا وتقاسمته إيطاليا في 1938 (أربع مباريات) وإنجلترا في 1966 (ست مباريات) والبرازيل في 1994 (سبع مباريات). وخسرت إسبانيا مباراتها الافتتاحية في المجموعة الثامنة 1-صفر أمام سويسرا وفازت 2-صفر على هندوراس و2-1 على الشيلي قبل أن تحقق الفوز 1-صفر على البرتغال في دور الستة عشر وباراغواي في دور الثمانية وألمانيا في الدور قبل النهائي وهولندا في النهائي. وأصبحت إسبانيا أيضا أول فريق يحرز كأس العالم بعد هزيمته في المباراة الافتتاحية. لاعبو هولندا غير راضين عن الحكم ولكنهم لا يلومونه على الهزيمة أكد لاعبو المنتخب الهولندي لكرة القدم أن الحكم الإنجليزي هاوارد ويب لعب دورا في هزيمة الفريق أمام إسبانيا. وقال البديل الهولندي إلييرو إليا إن الحكم كان عليه أن يمنح لاعبين إسبانيين البطاقة الحمراء، مشيرا إلى أن ”كل من في الملعب رأى أنه كان يجب احتساب ضربة ركنية لنا قبل أن يسجلوا مباشرة ولكنها لم تحتسب لنا”. وأضاف ”ولكنهم فازوا بمباراة في كرة القدم ولا بأس في ذلك ولكن لو كان ويب أطلق صفارته على نحو مختلف ربما كانت الفرصة ستسنح لنا للعودة إلى المباراة”. ولكن لاعب المنتخب الهولندي، رافاييل فان دير فارت، لاعب فريق ريال مدريد الإسباني، أكد أنه رغم أخطاء ويب المتعددة باللقاء فإنه لم يكن سبب خسارة المنتخب الهولندي ”يجب أن ننظر إلى أنفسنا، لم نلعب بمستوى مزر ولكننا أيضا لم نلعب بالمستوى المطلوب”. وأضاف: ”كان استحواذهم على الكرة أكبر كما أنهم صنعوا فرصا أكثر منا واستغلوا إحدى هذه الفرص فيما لم نفعل نحن .. لو كان قيل لنا من قبل إننا سننهي البطولة في المركز الثاني لكنا سعدنا بذلك ولكننا الآن نشعر بخيبة الأمل”. وعلّق فان دير فارت على هدف إسبانيا قائلا ”كان يجب احتساب ضربة ركنية لنا، ومن ضربة المرمى التي لعبوها بدأ الإعداد للهدف. ولكننا أيضا يجب أن نرتقي بأخلاقنا عند الهزيمة”. وأكد نايغل دي يونغ، الذي أفلت من بطاقة حمراء محققة عندما وجه ضربة قوية إلى صدر تشابي ألونسو، أنه لم ير المنتخب الإسباني جيدا لأنه كان يركز على الكرة. وقال ”لا أعتقد أن الحكم أدار المباراة بشكل جيد، لا شك في أنه من السهل أن أقول ذلك عندما أكون في الفريق الخاسر ولكنني أعتقد أن هذا الأمر كان واضحا”. وأضاف ”إن ويب حكم جيد ولكنه لم يقدم المستوى المطلوب منه”. وأوضح المدافع الهولندي يوريس ماتييسن أنه توجه إلى الحكم بعد هدف إسبانيا ليشكو من عدم احتساب ضربة ركنية لفريقه وقال ”لا أصدق أن الحكم لم ير هذه اللعبة، ولكنني أشدد أننا لم نخسر لهذا السبب”. وأضاف ”يجب أن نمنح إسبانيا حقها، فقد سجلوا هدفا ولم نفعل نحن. لا يمكنك أن تفوز ببطولة كأس العالم دون أن تحرز هدفا فإذا أردت تحقيق الفوز يجب أن تسجل الأهداف”. سيسك فابريغاس تحقيق اليورو والمونديال فاق أحلامنا عبّر لاعب وسط ميدان المنتخب الإسباني، سيسك فابريغاس، عن فرحته الشديدة بالفوز التاريخي بالمونديال الذي أتى بعد فوز منتخب بلاده باليورو 2008 وهو ما يعتبر إنجاز تاريخي. وأعرب عن تقديره وتحيته للمدير الفني السابق للمنتخب الإسباني لويس أراغونيس الذي قاد منتخب إسبانيا باليورو والذي كان أول من وضع بذرة هذا المنتخب القوي، وأضاف أنه سيظل بقلوب كل اللاعبين.وأكد نجم الأرسنال الإنجليزي أنهم يستحقون النجمة التي فازوا بها والتي أصبحت تزين قميص منتخب بلادهم عقب الفوز بالكأس الأولى للعالم والتي يجب عليهم مواصلة العمل والجد من أجل إضافة المزيد من البطولات للمنتخب.