كشف البروفيسور مصطفى خياطي، عن تأسيس شبكة وطنية للقابلات تابعة للمشاريع المهتمة بموضوع حماية المرأة الحامل والأطفال حديثي الولادة.. في الوقت الذي تشتكي منه القابلات من نقص التكوين والتأطير، كما أنهن يجهلن طرق استخدام التقنيات الحديثة على غرار جهاز التصوير بالأشعة، أو ما يعرف ب”الإيكوغرافي”. قال خياطي، في تصريح ل”لفجر”، أنه صار من الضروري تنظيم عمل القابلات بالنظر إلى عملهن المهم في المستشفيات وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهن، ومن جهة أخرى قربهن من النساء الحوامل. وأشار خياطي إلى أن الإحصائيات الأخيرة تفيد أن نسبة الوفيات في صفوف النساء الحوامل مرتفعة، حيث وصلت إلى 70حالة وفاة من بين كل 100 ألف امرأة حامل، مشيرا إلى أن هذه الأرقام غير مستقرة وتتفاوت من منطقة إلى أخرى، إذ تتناقص إلى 20 حالة وفاة في بعض الولايات، بينما تسجل أرقاما خطيرة في الصحراء وفي المناطق النائية، التي تقل فيها شروط الرعاية الصحية الضرورية. وتشير ذات الإحصائيات إلى ارتفاع الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة، التي تشكل هي الأخرى مشكلا للصحة العمومية، حيث سجلت 10 آلاف حالة وفاة للأجنة في الأشهر الأولى من الحمل، وسجل نفس العدد للأجنة في الأشهر الأخيرة من الحمل.. وهو الأمر الذي يكلف الكثير لميزانية الدولة، خاصة أن المرأة الحامل تتلقى تكفلا صحيا من المرحلة الأولى من الحمل، وفي حال إجهاضها للجنين يتطلب الأمر عادة عملية جراحية وأدوية خاصة للعلاج. ومن جهة أخرى فهناك من السيدات من تتلقى العلاج قبل الحمل من أجل الإنجاب، وبسبب عدم متابعة العلاج أو نقص التكفل يسقط الجنين. وحسب ذات المصدر، فإن عدد الوفيات المرتفع لا يعبر عن الجهود المبذولة ولا على التغطية الصحية الموجودة، بل يعكس نقص المختصين في طب النساء والتوليد، وكذا النقص في تأطير القابلات. من أجل هذا، يقول خياطي إنه من الضروري إعادة النظر في تكوين القابلات، حيث تهدف الشبكة إلى تحسين الأوضاع بتحسين أداء القابلات. وأضاف المتحدث أن الشبكة تتكون من 50 قابلة بالعاصمة، في انتظار أن تشمل الولايات الأخرى.. فالتأطير الجيد للقابلات يساعد على رفع الأداء وتحسين نوعية الخدمات، كما أنه سيساهم في تقليص وفيات الأطفال حديثي الولادة، وهي المشكلة التي تعاني منها المجتمعات الإفريقية عامة. وفي السياق ذاته، قال البروفيسور خياطي إن للقابلات تأثير مباشر على العائلات، ويجب أن يستغل هذا الجانب من أجل تحسين الوضع وتحسين التربية الصحية للوصول بها إلى مستوى عال، خاصة أن المؤسسات ضعيفة في هذا المجال، داعيا إلى تحرك المجتمع المدني بدعم من المؤسسات من أجل تحسين هذا الوضع الهش، قائلا إن تحقيق 20 بالمائة من البرنامج فقط سيأتي بنتائج إيجابية.