سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“لا يمكن استرجاع أرشيفنا دون الضغط على باريس لأن الأمر مرتبط بميزان القوة” فسر حصول دول إفريقية على الأرشيف الكولونيالي برغبتها في قطع الطريق أمام واشنطن، القورصو:
أكد المؤرخ والباحث في الحركة الوطنية، محمد القورصو، في تصريح، ل”الفجر”، أن تسليم فرنسا للأرشيف، ممثلا في أشرطة سمعية بصرية إلى إحدى الدول الإفريقية، يصور حقبتها الاستعمارية الممتدة من 1940 إلى سنة 1968، يندرج في إطار تسابقها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على القارة السمراء، ومحاولة توطين علاقاتها مع مستعمراتها القديمة، رابطا إمكانية تسلم الجزائر لأرشيفها بميزان العلاقات بين البلدين وامتلاك الجزائر لوسائل الضغط اللازمة. ويأتي تصريح الأستاذ محمد القورصو تعليقا على قيام السفير الفرنسي بالكونغو، بتسليم أرشيف سمعي بصري، يسلط الضوء بدرجة أكبر على الحرب العالمية الثانية، وكيف كانت الدول الإفريقية مرتعا للفرنسيين، والدور الذي لعبته الجيوش الإفريقية في بناء فرنسا بعد ذلك، خاصة وأن السفير الفرنسي لعب على وتر التاريخ، من خلال تأكيده على نقطة التاريخ المشترك بين باريس ومستعمراتها. ووضع الباحث محمد القورصو، عملية تسليم فرنسا الأرشيف لعدد من الدول الإفريقية دون الأخرى، في خانة التسابق القائم بين كل من باريس وواشنطن تجاه الدول الإفريقية، بعد اهتمام هذه الأخيرة بالدول الإفريقية، الأمر الذي أدركته فرنسا، يؤكد الأستاذ محمد القورصو، وقامت بتسليم الأرشيف السمعي البصري، كخطوة لتوطين العلاقات وإعادتها إلى سابق عهدها من خلال الاستشهاد بالتاريخ الكونوليالي، خاصة وأن الأرشيف يظهر أن فرنسا هي التي دشنت هذه الدول الإفريقية، وهي أهل بها اليوم، وستظل تابعة لها بحكم التاريخ. وفي رده على سؤال متعلق بإمكانية تسليم فرنسا الأرشيف للجزائر، قياسا بما قامت به مع الكونغو، أوضح محمد القورصو أن طبيعية العلاقات بين الجزائروفرنسا، وبينها وبين المستعمرات الإفريقية سابقا، يختلف تماما، فتسليم الأرشيف للجزائر مرتبط بميزان القوة بين باريس والجزائر، وقال إن “الأمر مرتكز على القوة في التفاوض واستعمال الوسائل الضاغطة على باريس للحصول على الأرشيف، وخارج هذه المعادلة لا يمكن للجزائر تحصيل أرشيفها”، وفسر ذلك بكون فرنسا ارتكبت العديد من الجرائم بالجزائر، ولهذا فإن الأمر” لن يكون سهلا بالنسبة لها، وهي تحاول في كل مرة التهرب”. وفي تعليقه على الأرشيف الذي تم تهريبه من الجزائر نحو باريس بعد الاستقلال، بتواطؤ من بعض عملاء فرنسا، الذين دخلوا إلى الجزائر في إطار تقديم الخدمات الإنسانية، استبعد القورصو حدوث ذلك، ولو أنه رجح تصوير بعض النسخ وتسريبها إلى باريس. ^