تنفرد سواحل القالة بالشعاب المرجانية ذات الأشكال المختلفة لفصيلة نوعيته الحمراء. وهو تاج الصناعة التقليدية المحلية، خاصة في صناعة المجوهرات النسوية، حيث تمزج كميات هائلة من المرجان مع المجوهرات الذهبية والفضية التي ترتديها الطارفية عند التصديرة، لإبراز موروثها الثقافي، وأصالة المرأة الجبلية. ولهذا تحرص الأمهات والعجائز على إضفاء لمسات جميلة على حلة العروس، من خلال تطريز عود السخاب وهو عبارة عن خيط يرصع بحبات الطيب والقرنفل المجفف والمرجان وماء الذهب.. ليصنع كتاج على رأس العروس التي تتصدر ليلة عرسها وهي مرتدية مختلف المصوغات وبعض اللواحق الأخرى، على غرار الشوشنة و?ندورة الفر?اني.ويعتبر التاج المصنوع من المرجان رمزا لوقار المرأة وعفتها في بيت أهلها قبل زفافها إلى زوجها. كما يستعمل المرجان في صناعة مسبحات العبادة المصدرة من إيطاليا إلى البقاع المقدسة. وتأتي في الدرجة الثانية صناعة الغليون المستخرج من جذع النبتة الغابية الصلبة ”الخلنج”، أو ما يسمى باللهجة المحلية ب”بوحداد”، ويصنع منه أحسن الأنواع من مطفآت السجائر والتحف الفنية التشكيلية التي تزين بها واجهات المحلات والمتاحف، وهناك أنواع من ضلوع الحشائش المائية مثل ”الدوم” التي تستعمل في صناعة السلال والقفاف اليدوية وقبعات الرأس للحماية من لفحات الشمس. وعليه يبقى المرجان الثروة البحرية الهائلة التي يعول عليها سكان الطارف .. لكن تم حظر استغلالها منذ سنة 2001 لأن نهب هذه الثروة أدى إلى تدمير الشعب المرجانية، خاصة أن ولاية الطارف تتموقع بأقصى الزاوية الشرقية المحاطة بالشريط الساحلي والشريط الحدودي من النقطة البحرية إلى أقصى جنوبها على طول 95 كلم، وهي معبر دولي باتجاه تونس المجاورة عن طريق معبرين أساسيين.. مركز أم الطبول ومركز العيون بالشمال.