شهدت ولاية أم البواقي، خلال ال 72 ساعة الأخيرة، موجة حر شديدة وغير عادية وصلت في بعض الأوقات، خاصة في منتصف النهار، إلى حدود 50 درجة مئوية وأكثر، وهي الحرارة التي تسببت في حالة اكتظاظ بمصالح الاستعجالات بمختلف المؤسسات الاستشفائية بالولاية، خاصة بعين مليلة وأم البواقي وعين البيضاء ومسكيانة وعين الفكرون وسيقوس حسب مصادر طبية ل”الفجر” فإن مصالح الاستعجالات وخلال ال 72 ساعة الماضية استقبلت أزيد من 80 إصابة بضربات الشمس والعشرات من حالات الإغماء في المنازل وبالشوارع نتيجة هذه الحرارة غير العادية، وأن معظم الأشخاص الذين تعرضوا إلى ضربات أشعة الشمس الحارقة تتراوح أعمارهم ما بين 05 إلى 20 سنة و45 إلى 80 سنة، وكانت فئة الصغار من أكبر الفئات المتضررة من هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، بالإضافة إلى فئة الشيوخ كبار السن ومرضى الربو والحساسية. وقد سجلت، نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري، المصالح الطبية بولاية أم البواقي ومعها مصالح الحماية المدنية عددا معتبرا من الحوادث المصاحبة للارتفاع المسجل في درجات الحرارة، وهي الحوادث التي تفاوتت من حالات الإغماء وسط المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة إلى حوادث المرور المتفرقة مع موجة الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من الغابات ومعها كميات معتبرة من المحاصيل الزراعية. ففي مدينة عين مليلة سجلت المصالح الطبية على مستوى مستشفى سليمان عميرات العديد من حالات الإغماء قدرتها مصادر ”الفجر” ب 12 حالة، قدمت لهم جميعًا الإسعافات الأولية اللازمة، مع استقبال ذات المصالح كذلك حالة وفاة لطفل لم يبلغ بعد حوله الثاني، وهو الرضيع المسمى ”ق.م إ” البالغ من العمر 18 شهرًا، الذي لفظ أنفاسه في دلو به ماء وضعه أحد أفراد العائلة لمباشرة استحمامه بحي ”مدام توفيل”، كما تم تسجيل وفاة شيخ طاعن في السن في عقده الثامن من العمر، وهو المدعو ”ع.م” الذي يقطن بحي الحرية بأم البواقي بسبب الحرارة غير المسبوقة. حالات الإغماء سجلتها كذلك المصالح الطبية في كل من عين فكرون وعين البيضاء ومسكيانة وأم البواقي، حيث قدرت إجمالا ب 25 حالة إلى غاية مساء السبت. مصدر محلي مسؤول بالمديرية الولائية للحماية المدنية لأم البواقي كشف ل”الفجر” أن موجة الحر الشديد التي شهدتها ولاية أم البواقي، خلال ال72 ساعة الأخيرة، أدت إلى تسجيل أزيد من 12 حريقا عبر نقاط متفرقة بالولاية أتت في مجملها على 15 هكتارا من المحاصيل الزراعية، أغلبها يتمثل في القمح الصلب واللين، إضافة إلى 11 هكتارا حصيدة وقرابة ال 5 هكتارات من الأعشاب الجافة ومعها 15 شجرة صنوبر حلبي و1270 بين ربطة تبن وكلأ. المصدر السابق بيّن بأن أحد المستودعات بعين الزيتون كان شاهدًا على احتراق 800 ربطة تبن، فيما تم إنقاذ ألف ربطة تبن أخرى. أما بدوار أولاد عثمان بمشتة الثلاث الحمري بمدينة سيقوس، فأتلفت النيران 7.5 هكتارات من القمح الصلب و7 هكتارات أخرى من اللين و1.5 هكتارا حصيدة. وبغابة بوزابيل بعين مليلة أتت النيران سطحيا على 15 شجرة صنوبر حلبي، فيما أنقذت بقية الغابة. نفس المصدر أوضح كذلك بأنه تم إحصاء 12 حادث مرور جسماني كانت السبب في إصابة 13 شخصًا من أعمار متفاوتة بجروح مختلفة. ويلاحظ، خلال هذه الأيام، أن أشعة الشمس الحارقة فرضت حظر التجوال على سكان معظم مدن الولاية من الساعة الثانية عشرة من منتصف النهار إلى غاية حدود الساعة السادسة زوالا، والأكثر من ذلك فإن بعض الإدارات العمومية، خلال الوقت المذكور من يوم الأربعاء وحتى السبت، أغلقت أبوابها، وهو الأمر الذي وقفت عليه ”الفجر” خاصة ببلدية عين مليلة، وهو ما أثار غضبًا واستياء شديدين لدى أصحاب المصالح بهذه الإدارات والمواطنين الذين قصدوها لأجل قضاء حاجياتهم ومصالحهم الشخصية خاصة الوثائق. كما طالب البعض من موظفي هذه الإدارات، عند استفسار ”الفجر” لأمر غلقها مع بعض الموظفين من الجهات المسؤولة، توفير المكيفات الهوائية لأجل العمل في ظروف حسنة ودون ذلك فإنه يتعذّر عليهم البقاء في المكاتب ولو لربع ساعة، وهو ما جعلهم يغادرون مكاتبهم.