تتخذ الكثير من العائلات بالولايات الجهة الغربية من الوطن وجهتها هذه الأيام نحو سوق سيدي خطاب، الواقع بالجهة الغربية لولاية غليزان، لما يُعرف عن هذا السوق من كثرة المعروضات المستوردة من بلدان أجنبية كسوريا وتركيا، فضلا عن أسعاره التي تبدو معقولة مقارنة بما هو موجود بالمحلات والتي أضحت أسعارها في غير متناول غالبية المواطنين نتيجة لتدني القدرة الشرائية للكثيرين منهم التجار يطالبون بتوفير الأمن ووضع حد للمنحرفين يعرف سوق سيدي خطاب إقبالا منقطع النظير من قبل الزبائن العاديين وتجار التجزئة، الذين يفضلون هذا السوق لاقتناء مستلزماتهم من مختلف أنواع السلع من ملابس أجنبية مستوردة بأسعار مقبولة والتي يجنون من ورائها أرباحا كبيرة، كون أن السوق يقام مرة واحدة في الأسبوع وقريبا جد من محلاتهم، الأمر الذي يخفف عنهم تكاليف ومصاريف التنقل إلى أماكن بعيدة كما كان في السابق، إلى جانب الطلب المتزايد على هذه السلع والمنتجات الاستهلاكية وخاصة تلك المرتبطة بالمناسبات كملابس الأطفال وكذا الأدوات المدرسية خاصة العائلات المقيمة بولايات الجهة الغربية من الوطن كغليزان، الشلف، تيارت، تيسيمسلت ومستغانم، والتي اختارت سوق سيدي خطاب لاقتناء ما تحتاجه من ملابس بالنسبة لأبنائها خلال هذا الصيف. وفي هذا السياق، فإن سوق سيدي خطاب يفتح أبوابه في وقت مبكر وهو ما جعله قبلة للمواطنين من كل ولايات الغرب الجزائري نظرا لأسعاره المعقولة مقارنة بالأسواق المحلية الأخرى، حيث تباع الملابس بسعر الجملة. وهو ما جعل الكثير من المواطنين يقبلون بكثافة على هذا السوق هروبا من جحيم أسعار المحلات التي يستغل أصحابها موسم المناسبات لجني المزيد من الأرباح على حساب المواطن المغلوب على أمره، والذي لم يعد يستطيع مجابهة موجة الغلاء التي طالت كل شيء والتي تفوق الحد المعقول في المناسبات كما هو الشأن هذه الأيام. ورغم الأهمية التي يحتلها هذا السوق والذي يتربع على مساحة تفوق العشرة هكتارات، إلا أن التغطية الأمنية به قليلة جدا بالنظر إلى العدد الكبير من القاصدين لهذا السوق الذي كسب شهرة وطنية بفضل السلع التي تباع فيه والتي تأتي في أغلبها من الولاياتالشرقية. كما أن التحكم في النظام في هذا السوق يبدو صعبا، خصوصا في أيام المناسبات والأعياد والدخول المدرسي نظرا لتوافد عدد هائل من المواطنين إليه. أما بعض التجار وخوفا على أنفسهم، أصبحوا ينتظرون تجار الجملة خارج السوق وهذا خوفا على إصابتهم بأي مكروه، ومنهم من اختار تغيير نشاطه إلى أسواق أخرى يتوفر فيها ما لم يتوفر في سوق سيدي خطاب التي أصبحت مصدر رزق للكثير من العائلات وحتى الشباب البطال الذي وجد في هذه السوق فرصته للاسترزاق عن طريق شراء سلع من تجار الجملة ليعيد بيعها بالتجزئة في السوق نفسه. لكن بعض المنحرفين يريدون أن يحولوا هذا السوق، الذي تستفيد منه خزينة البلدية وكذا فرصة للمواطن البسيط في اقتناء احتياجاته بأسعار معقولة، إلى مسرح للاعتداءات والسطو والجريمة، حيث وجه مؤخرا تجار الجملة بهذا السوق نداءً إلى السلطات المحلية لتوفير الأمن بعد تنامي ظاهرة السرقة بشكل رهيب وغير عادي، نظرا لكثرة الاعتداءات التي يتعرض لها التجار جراء انعدام الأمن الكافي بالأسواق، حيث تقوم بالتغطية الأمنية فرقة الدرك الوطني لبلدية سيدي خطاب والمتمثلة في بعض الدركيين الذين يقومون بتنظيم حركة المرور على مستوى مدخل السوق بالنظر إلى تموقعه على الطريق الوطني رقم 90.