خرج أمس، سكان بلدية بني عيسي، بولاية تيزي وزو إلى الشارع، وقاموا بقطع الطريق الوطني رقم 100، في شطره الرابط بين منطقة بني دوالة وعاصمة الولاية تيزي وزو، احتجاجا على إقدام مصالح الأمن على توقيف خمسة أشخاص، أغلبهم شباب، بشبهة انتمائهم إلى جماعات الدعم والإسناد، النشطة ضمن سرية تاخوخت وبني دوالة، وذلك على خلفية العملية الانتحارية الجبانة التي استهدفت الأحد المنصرم مقر الدرك الوطني لبلدية بني عيسي ومقر البلدية، مخلفة في حصيلة رسمية وفاة حارس ليلي بالبلدية، إلى جانب دركي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه. وكان سكان المنطقة الذين خرجوا للشارع قد شلوا حركة المرور، باستعمال الحجارة وجذوع الأشجار، وأضرموا النيران في العجلات المطاطية، مطالبين بإطلاق سراح الشباب الموقوفين، مؤكدين أنهم غير معنيين وليسوا على علاقة بجماعات الدعم والإسناد، ولا بالعملية الانتحارية ببلدية بني عيسي. وأكد الغاضبون، في تصريحهم ل”الفجر”، أن الشباب الموقوفين ينحدرون من مختلف القرى النائية، على غرار تابرقوقت، تغزارت، تامريخت وتالة بونان، وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة. وقد مددت مصالح الأمن، أمس، دائرة التحقيق في العملية الانتحارية التي دبر لها الإرهابي أمير سرية تاخوخت، المدعو ”موح الخشخاش”، واسمه الحقيقي سي محند اورمضان، المتورط أيضا في عملية اغتيال الفنان معطوب الوناس يوم 25 جوان من سنة 1998. وكشفت مصادر موثوقة ل”الفجر” أن من بين الموقوفين أخوين للإرهابي المدعو الخشخاش، وآخرين مصنفين ضمن خانة الأشخاص الذين دخلوا السجن في وقت سابق، ما زاد في شكوك واحتمالات مصالح الأمن حول تورط هؤلاء بطريقة مباشرة في العملية الانتحارية، التي تبنتها الجماعة السلفية والمنفذة بأزيد من 600 كلغ من المتفجرات، من خلال تجنيد الإرهابي أبو دحداح. وكان سكان القرى الخمس التي تضمها بلدية بني عيسي، قد توعدوا بانتهاج طريقة راديكالية، وطالبوا السلطات المعنية بإطلاق سراح الشباب الموقوفين دون متابعتهم قضائيا، وهددوا بالاستمرار في الخروج إلى الشارع في حال عدم الاستجابة لمطلبهم من خلال قطع جميع الطرق المؤدية إلى مقر الولاية تيزي وزو، وإحداث أعمال شغب أخرى.