تخضع المدن الجزائرية الكبرى إلى جانب مدن 12 دولة إفريقية، لاختبارات مؤشر الحكم الراشد في إفريقيا في مجال الطاقات والاقتصاد البيئي، الذي تباشره شركة “سيمنس” في القارة السمراء، وستظهر نتائج الاختبار مطلع 2011، لإثبات قدرات الجزائر البيئية من عدمها سيتم اختيار 16 مدينة إفريقية ضمن النموذج البيئي للقارة تُعتبر شركة “سيمنس” من أكبر الشركات العالمية فى مجال الكهرباء والإلكترونيات والصناعات الهندسية الحديثة، وتتخصص الشركة في ثلاثة قطاعات رئيسية، هي الصناعة والطاقة والرعاية الصحية، وقال رئيس مشروع الحكم الراشد في المجال البيئي بالشركة، ستيفان دنيج، أنه ومن خلال مؤشر المدن الإفريقية الصديقة للبيئة تعرض شركة “سيمنس” ووحدة الاستقصاء الاقتصادي لمجموعة “الإيكونوميست” موضوعا جديدا لم يتم التطرق إليه من قبل، ويتعلق الأمر بإجراء دراسات مسحية حول استخدام الكهرباء والطاقة الحرارية، وكل التجهيزات الطاقوية، في حركة المرور، والبنايات، وعلى مستوى الشوارع والأحياء الشعبية والمدن، ولم تجر أية دراسة في هذا المجال في إفريقيا من قبل. من جهته أكد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة “سيمنس”، محمد المهدي، على أهمية المشروع للقضاء على التحديات البيئية التي تواجهها مختلف الدول ومدنها الداخلية، من أجل التصدي لظاهرة الإسراف في الطاقة وعقلنة الاستعمال، إلى جانب رفع مستوى أداء الخدمات وتحسين المردود ميدانيا، لافتا إلى أن الدراسة ستسمح لأصحاب المصالح برفع كفاءة وفعالية استخدام الطاقة في الأنظمة المرورية والمباني وتحسين إمدادات المياه والبنية التحتية للصرف الصحي بالمدن، لضمان السير الحسن لنظام الطاقة واقتصاد التكاليف من خلال الربط المُنتظم وتجنب الربط العشوائي وشبكة التوصيل المتشابكة، وذلك في محاولة من الشركة للاطلاع على مستوى تقدم أشغال الطاقات البيئية بإفريقيا والجزائر، والتعرف على وجهات التفكير الاستراتيجي لهذه الناحية من المعمورة في مجال الطاقات البيئية واستعداداتها للمساهمة في الحفاظ على البيئة اقتصاديا وحضاريا، مع ضرورة إجراء مسح كلي للمدن الكبرى للدول ال16 المعنية باختبارات “سيمنس”. كما ستستند الشركة الفاحصة للبيئة الإفريقية إلى مؤشرات النمو في مجالات التصنيع، التجارة وسوق الخدمات، ومدى استخدام الطاقات الملوثة في الأوساط السكنية والعمران، وكذا مدى استخدام الطاقات البيئية في القطاعات الحيوية، ومدى استفادة السكان منها والمحيط أيضا، وقد أطلقت شركة “سيمنس” المؤشر الجديد الخاص بالمدن الإفريقية الصديقة للبيئة، تزامنا مع حركة الازدحام التي تشهدها المدن الكبرى بالقارة، وزيادة تلوثها حيث يدور الاهتمام في الوقت الحالي حول المدن البيئية أكثر، باعتبارها نموذجا يقتدى به، كما ستقوم الشركة بإعداد دراسة تظهر المدينة البيئية النموذجية في القارة، حيث ستجريها شركة “سيمنس” بالتعاون مع وحدة الاستقصاء الاقتصادي لمجموعة “الإيكونوميست”. “سيمنس” تهتم بمشروع الحكومات البيئية وسيتم خلال الأشهر القادمة تصنيف 16 مدينة إفريقية كبرى من ناحية الاستدامة البيئية، وتجرى عملية تقييم ومقارنة تلك الدول بناء على 8 معايير، هي إمدادات الطاقة، وانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، ومستوى النقل، وشبكات المياه والصرف الصحي، وكذا تطبيق الحكم الراشد من الناحية البيئية، وسيتم الإعلان عن نتائج هذه الاختبارات والدراسات مطلع 2011، ويعد مؤشر المدن الإفريقية الصديقة للبيئة من التجارب الأولى من نوعها لتحليل ومقارنة الأداء البيئي لمدن القارة السمراء، التي تسعى إلى تحسين مستوى الاستدامة الطاقوية لديها، كما يغطى التصنيف المدن الكبرى ل12 دولة إفريقية هي الجزائر، مصر، أنغولا، الكونغو، إثيوبيا، غانا، كينيا، المغرب، نيجيريا، جنوب إفريقيا، تنزانيا وتونس، كما تُعد هذه الدراسة جزءا من سلسلة مؤشرات المدن البيئية التي ترتكز على مقارنة الأداء البيئي للمدن الداخلية بعدة دول من مختلف أنحاء العالم. وتمتلك “سيمنس” أكبر باقة في العالم من الحلول التقنية والمنتجات الصديقة للبيئة التي تراعي مبدأ ترشيد استهلاك الطاقة وتساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة والمناخ، وقد سجلت الشركة خلال السنة المالية ل2009 إيرادات تقدّر بنحو 23 مليار أورو من المنتجات والحلول المتكاملة الصديقة للبيئة، وهو ما يعادل 30 بالمائة من إجمالي إيرادات الشركة عالميا، وتنشط في إفريقيا مؤخرا بشكل كبير، باعتبارها سوقا خصبة وجديدة في هذه المجالات شأنها شأن الجزائر في ذلك.