صادق الوزراء الأفارقة للبيئة المجتمعون نهاية الأسبوع الماضي في ندوة حول التغيرات المناخية على "أرضية الجزائر" الداعية إلى تبني موقف إفريقي مشترك والتحدث بصوت واحد، وكذا إنشاء تحالف قاري وما بين القارات حول ظاهرة الاحتباس الحراري للتوصل إلى ترقية النشاطات الجادة في مجال التكييف للتقليص من الضعف الذي تعاني منه القارة السمراء. وصرح وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة السيد شريف رحماني عقب اختتام أشغال المؤتمر الافريقي لوزراء البيئة حول التغيرات المناخية ما بعد 2012 المتعقد يومي 19و20 نوفمبر الجاري أنه تم إتخاذ موقف مشترك لمواجهة المواعيد القادمة والدخول الى ندوتي بوزنان ببولونيا وكوبنهاغن بالدارنمارك بأرضية صلبة وأسس منطقية في مفاوضات البلدان الإفريقية. ودعا المشاركون في المؤتمر جميع الهيئات والمنظمات الجهوية والدولية والمجتمع المدني كافة إلى مساندة هذا التحالف القاري باعتباره أرضية عمل وحوار إرساء حكم رشيد للبيئة، كما طالبوا بضرورة تشكيل ما أسموه "قوة وزارية" تهتم بالتغيرات المناخية. وصادق المجتمعون على مخطط ثلاثي يتناول مشاريع عملية تتيح لإفريقيا فرصة الاستفادة من برامج متوسطة المدى حول تنمية الطاقة المتجددة ومكافحة تدهور الأراضي والتسيير المستدام للثروات والثروة الغابية مع وجوب بعث مبادرة افريقية حول تكييف المشاريع وإنشاء مرصد افريقي حول التغيرات المناخية.وبعد أن ذكرت "أرضية الجزائر" بكل الالتزامات الافريقية لا سيما ما تعلق منها بضرورة تجسيد مخطط عمل المبادرة البيئة في اطار مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في افريقيا "نيباد"، وكذا التطبيق الفعلي لمخطط عمل بالي، تمت الدعوة الى تبني بروتوكول يحدد أولويات القارة ومن بينها مكافحة ظاهرة التصحر، وتدهور التربة وارتفاع مستوى سطح البحر بمناطق الساحل بالإضافة الى التشديد على ضرورة التكفل بتخفيض الانبعاثات الغازية وتدعيم القدرات، وترقية عملية التحويل التكنولوجي مع دعم مستوى التمويل، وقد وصف الوزير الفرنسي للبيئة والطاقة والتنمية المستدامة والتهيئة العمرانية السيد جان لويس بورلو اجتماع الجزائر بالحاسم والمهم، مشيدا بالتوصيات التي تضمنتها "أرضية الجزائر" التي ستكون بمثابة قاعدة في المفاوضات والمواعيد العالمية المرتقبة حول التيغرات المناخية بالخصوص لقاء كوبنهاغن الذي اعتبره لقاء للإنسانية جمعاء. واعتبر الوزير الفرنسي لويس بورلو الذي حضر اختتام اجتماع وزراء البيئة الأفارقة. التحالف القاري وما بين القارات حول التغيرات المناخية والذي جاء في أرضية الجزائر بالهام جدا، خاصة بالنسبة لأوروبا والذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي والتي تولي اهتماما خاصا لقطاعات حيوية كالماء، الطاقة، والغابات. واعتبر السيد بورلو أن أوروبا هي المسؤولة تاريخا عن التغيرات المناخية، وأن افريقيا ما هي إلا الضحية وسيتم العمل سويا على مكافحة النتائج الوخيمة للتغيرات المناخية وهو الطرح الذي لقي تأييد المنظمات الأممية والدولية التي حضرت بقوة اجتماع الجزائر والتي دعت إلى تكثيف الاستثمارات في افريقيا وتجسيدها خاصة في مجال تطوير الطاقة الشمسية ومكافحة التصحر وتدهور التربة. وعلى اعتبار أن فرنسا هي الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي أشار الوزير بورلو أنه تم تبني مخطط عمل فعال لتقليص الإنبعاثات الغازية بنسبة 20 على مدى 15 سنة القادمة ونحو 40 في آفاق 2050.