أكد القنصل العام للجماهيرية العربية الليبية في العاصمة المالية، موسى دوكوني، على النوايا الليبية في الحصول على ولاء قبائل التوارڤ أينما كانت، في مالي، ليبيا أو الجزائر. كشف، أمس، القنصل العام الليبي في باماكو، موسى دوكوني، في حوار مع صحيفة “ “لانديبوندون” المالية، عن دفع طرابلس لمبالغ مالية كبيرة جدا، لمتمردي قبائل التوارڤ شمال مالي، في إطار مخطط استتباب الأمن بين المتمردين وحكومة باماكو، في خطوة من أجل شراء ذمم أعيان وقادة القبائل التوارڤية بالمنطقة، وهو ما يعزز الشكوك حول الأطماع الليبية في الانفراد بولاء قبائل التوارڤ في كل من الجزائر، مالي والنيجر. وفي محاولة لتحويل الأنظار عن الأهداف الحقيقية للأموال الليبية المقدمة لقبائل التوارڤ شمال مالي، قال الدبلوماسي الليبي، إن الغرض من العطاءات المالية، هو ترسيخ فكرة السلم لدى قبائل التوارڤ، ومساعدتهم على النهوض بمشاريع التنمية في المنطقة. وأشار المتحدث الليبي إلى أن طرابلس ألحت في عديد المرات على أعيان قبائل مالي والمسلحين السابقين من المتمردين، على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من تغلغل عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وسط المسلحين التوارڤ السابقين. وبرأي المراقبين، فإن التصريحات التي أدلى بها الدبلوماسي الليبي في باماكو، تعتبر استمرارا للتوتر الجزائري - الليبي الصامت، حول ما عرف بقضية التوارڤ، بين الجزائر وليبيا، وآخرها ما أدلى به نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في أحد معاقل التوارڤ بليبيا، حيث أكد على ما يدعو إليه الزعيم الليبي حول قيام دولة إفريقية واحدة، تحت مسمّى الولاياتالمتحدة الإفريقية، مع التلميح إلى ضرورة توحيد التوارڤ في إقليم جغرافي واحد ومستقل، ويكونون هم الدليل الجغرافي على ما وصفه وحدوية القارة الإفريقية. وكان العام 2006 قد شهد أزمة بين الجزائر ومالي، عرفت حينها بأزمة التوارڤ بين الجزائر ومالي، حين أقدم الزعيم الليبي على جمع عدة مسؤولين أفارقة، وقادة تنظيمات إسلامية وأعيان الصحراء، وألقى فيهم خطابا يدعو قبائل التوارڤ والجماعات العرقية، التي تعيش في الصحراء الكبرى، إلى التوحد وإقامة فيدرالية واحدة لمواجهة ما وصفه آنذاك ب “زحف الغرب على بلاد المسلمين”، وهو ما اعتبرته أوساط في الجزائر بأنه تجاوز للخط الأحمر، لكن دون التعليق عليه رسميا، تجنبا لفتح جبهة جديدة مع الجار الليبي. واكتفت الجزائر حينها بإرسال إشارات إلى العقيد معمر القذافي، في ذكرى الفاتح سبتمبر، والتي فهمها العقيد الليبي، وقام بإرسال أحد مسؤوليه إلى الجزائر من أجل تدارك الموقف.