الحكومة هي التي تقوم بتوزيع القفف على المحتاجين.. والحكومة عبر الهلال الأحمر هي التي تفتح مطاعم الرحمة..! وغالبا ما يتم ذلك بمال الشعب.. أي توزع الحكومة جزءا من مال الشعب على الشعب تطبيقا لمبدإ "من طاسه ادهن له رأسه"! ومع ذلك يقول الإعلام الحكومي في معرض حديثه عن علاقة قفة رمضان ومطاعم الرحمة بالمواطن.. يقول هذا الإعلام: هذا دليل على تضامن الشعب الجزائري! وكل عام تعاد نفس الحكاية.. حكاية المواطن مع القفة الحكومية ومطعم الرحمة! ويعاد القول إن الشعب الجزائري يتمتع بخاصية لا توجد في الشعوب الأخرى! وهكذا بقينا عشر سنوات كاملة ونحن نبرهن بقفة رمضان ومطعم الرحمة أن الشعب الجزائري يتضامن ومتضامن دائما! ولست أدري لمن نبرهن أن الشعب الجزائري متضامن؟! ومن هو الذي لا يريد الاقتناع بأن القفة ومطاعم الرحمة أدوات للتضامن؟! من هو هذا البليد الذي نبرهن له كل عام بالقفة ومطعم الرحمة أن الشعب الجزائري متضامن ولا يقتنع؟! ونعيد الكرة مرة أخرى ولا يفهم.. وهذا خلال عشرية كاملة؟! حتى أن أحد الشباب المستفيد من القفة ألف أغنية تحت عنوان تحيا القفة ويسقط الفاو! أغلب الظن أن المعنى التضامني الذي أعطي لموضوع قفة رمضان ومطاعم الرحمة القصد منه إقناع منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة بأن الحكومة الجزائرية متضامنة مع جياع الجزائر في رمضان.. ولكن منظمة الفاو هذه ثقيلة الفهم! ولهذا تضطر الحكومة إلى تكرار القصة كل عام.. والتكرار يقنع حتى الحمار.. ولكن الفاو لم تقتنع حتى الآن بأن الجزائر الغنية تحارب الجوع بالقفة.. وليس بالتنمية! يجب أن نندد "بالفاو" المنظمة العالمية للتغذية والزراعة التي بقيت عشرية كاملة ولم تفهم المخطط الجزائري العظيم الذي وضعه ولد عباس والمتمثل في مشروع قفة لكل مواطن جزائري! وأذكر أنني قابلت ولد عباس وقلت له: أين هي قفتي؟! فقال لي هي عندي مضمونة وستأخذها في السنة القادمة عندما يصل إليك مشروع تعميم الفقر الذي بدأناه! وغادر ولد عباس وزارة التضامن ولم أحصل على قفتي! ربما لأن السيد الوزير برمج أمثالي في المخطط الخماسي الثالث للفقر! وهنا تحضرني نكتة أطلقت على وزير الفلاحة في عهد بومدين، المرحوم الطيبي العربي، الذي سئل: متى تغادر وزارة الفلاحة؟ فأجاب: عندما تصبح الجزائر دولة مستوردة للتمر!؟