مع حلول الشهر الفضيل تشهد مختلف الأسواق المحلية والشعبية، وكذا المحلات الكبيرة المعروفة ”بالسوبيرات” بولاية الوادي إقبالا رهيبا من قبل العائلات المحلية وذلك بغية تحضير بعض المقتنيات الخاصة بهذا الشهر الفضيل. لكن الشيء الذي جلب انتباه المواطنين هذه السنة هو الارتفاع الجنوني في الكثير من السلع المحلية والوطنية وهو الأمر الذي دفعهم الى التوجه لاقتناء السلع الآسيوية خاصة السلع الصينية نظرا لسعرها الزهيد. وفيما عدا المحلات الخاصة ببيع الأعشاب والتوابل التي حافظت على زبائنها، فإن غالبية المحلات الأخرى فقدت زبائنها، بحيث استحوذت العلامات الصينية على أغلب السلع التي تروج داخل الأسواق الشعبية التي تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى فضاء مفتوح على التجارة الصينية، حيث يغلب طابعها على الألبسة الصينية ذات الألوان الزاهية، بالإضافة إلى المستلزمات المنزلية. والملفت للانتباه هو ظهور تشكيلات مختلفة من الأحذية ذات الأحجام الصغيرة المتنوعة، حيث تعرف إقبالا واسعا من طرف مختلف فئات المجتمع نظرا لأسعارها المناسبة التي تلبي حاجيات المواطن البسيط الذي استحسن ثمنها رغم رداءتها. وفي جولة قادتنا إلى بعض الأسواق الشعبية بمدينة الوادي لاحظنا أن السلع الصينية أضحت من بين السلع الرائجة في الأسواق الجزائرية بصفة عامة وبولاية الوادي بصفة خاصة. ومن خلال تجوالنا عبر هذه الشوارع وجدنا من بين السلع التي أخذت حصة الأسد، الأحذية الصينية والتي تعرف برخص ثمنها فهي لا تتعدى أحيانا 200 و300 دج، ولدى استفسارنا أحد الزبائن عن ذلك قال إنه معتاد على شراء كل الأحذية والنعال سواء له أو لأولاده من هذه المحلات منذ أن اكتسحت هذه البضاعة أسواق ولاية الوادي، وقال إنه استحسنها لثمنها المنخفض في مقابل ارتفاع أسعار باقي السلع المحلية أو الأجنبية الأخرى. وفي سياق آخر، يرى مواطن آخر أن هذه المحلات التجارية لم تقتصر على بيع سلعة واحدة أو نوع واحد، بل شملت بيع الملابس التقليدية الصينية ومستلزمات المنازل والديكورات ذات الأسعار المنخفضة، والتي يحبذها المواطن الجزائري. وفي هذا الصدد يقول شاب وجدناه هناك، وهو مقبل على الزواج، بأنه يقتني رفقة خطيبته كل مستلزمات العرس من هذه المحلات، خاصة وأنها رخيصة وجيدة وفي متناول الجميع، لا سيما وأنه سيقيم عرسه أياما فقط بعد عيد الفطر المبارك.