تحت أنوار مصابيح الثريا الكبيرة التي تزين قاعة الصلاة الكبرى لمركز ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقلب العاصمة السويدية استوكهولم يقف ”مبعوث” من البوسنة بجانبه في الصف ”عبد الرحيم” من السودان ويحاذيهما ”شعيب”، سويدي من أصول عراقية، تهيئا لصلاة التراويح التي اختلطت فيها الأصول، فيما انطلق ترتيل الشيخ ”هيثم رحمة” ليوحّد الجميع إنها تراويح استوكهولم التي تختلط فيها الألوان والأجناس، فتصبح مزيجًا من الأمم والعرقيات و”صورة مصغرة للصلاة في مكةالمكرمة”، على حد تعبير أحد المصلين. ففي صلاة التراويح بمسجد استوكهولم يتجمع المسلمون من جميع الأجناس والأصول، من البوسنة إلى تركيا إلى الصومال مرورا بالعرب مغربيهم ومشرقيهم”. مبدأ التيسير وحول اختيار الثماني ركعات قال الشيخ الخلفي: ”طبعا أخذنا بمبدإ التيسير، ثم إن هناك ضغط الوقت في السويد، ففي سنين كثيرة تأخر وقت صلاة العشاء كثيرا في رمضان، حيث وصل إلى منتصف الليل إلا ربع ساعة، فيما وصل الإفطار في رمضانيات أخرى إلى العاشرة والربع. وبالتالي، ولتفادي ضغط الوقت هذا بحكم الموقع الجغرافي للبلدان الإسكندنافية اخترنا الثماني ركعات”. وبثماني ركعات لصلاة التراويح التي اتخذها المسجد منذ تأسيسه كان الشيخ ”هيثم رحمة” في صحن المسجد يتلو آيات سورة يوسف ثم الرعد ثم إبراهيم في الليلة الثانية عشر من شهر رمضان على رواية حفص، فيما كان أطفال من الجيل الثاني رافقوا آباءهم في خلفية المسجد تارة يصلون وتارة أخرى يتهامسون بسويدية مختلطة بالعربية، وثالثة يترددون على البوابة الكبيرة للمركز. خصوصية سويدية ”عبد الكبير” من أصول مغربية، يقول: ”إن هذا المشهد الذي تراه، والذي تختلط فيه الأجناس والألوان، لم أشاهده إلا في مكةالمكرمة أثناء الحج أو العمرة، فالصلاة هنا أممية، وصورة مصغرة للقاء الأممي في الأراضي المقدسة”. وتجمع العاصمة السويدية مسلمين من مختلف الأعراق والجنسيات، فإضافة إلى الإيرانيين والأتراك والتركمان الذين كانوا من الجاليات الأولى التي وفدت إلى استوكهولم، هناك جالية عراقية كبيرة جاءت على موجتين الأولى بسبب قمع نظام الرئيس الراحل صدام حسين، والثانية بسبب الاحتلال الأمريكي والاقتتال الطائفي، هذا فضلا عن وجود جالية مغاربية كبيرة حديثة العهد بالاستقرار، وأخرى مشرقية، وخصوصا مصرية وأردنية ولبنانية، هذا فضلا عن الفلسطينيين الذين استقر أغلبهم في مدينة مالمو.