إليكم باقة جميلة من طرائف شهر رمضان.. أرجو أن تنال إعجابكم خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغذاء فقال: اطلبوا من يتغذى معنا، فطلبوا، فلم يجدوا إلا أعرابيًّا، فأتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار: الحجاج: هلّم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء. الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته. الحجاج: من هو؟ الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم. الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حره؟ الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرًا. الحجاج: أفطر اليوم وصم غدًا. الأعرابي: أوَ يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد. الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فعلم ذلك عند الله. الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه من سبيل. الحجاج: إنه طعام طيب. الأعرابي: والله ما طيبه خبازك وطباخك ولكن طيبته العافية. الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا.. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة. في أحد المساجد، كان هناك رجل كبير في السن له مكانة عند أهل الحيّ، وقد تميّز بشخصيةٍ كاسحةٍ لا يقف أمامها أحد، لذا لم يكن مؤذن المسجد يستطيع أن يقيم الصلاة قبل أن يحضر ذلك الرجل ويأذن له بإقامة الصلاة، حتى كان ذلك اليوم حين تأخّر الرجل عن الحضور إلى الصلاة، فانتظره الناس كثيرا دون أن يأتي، فما كان من المؤذن إلا أن أقام الصلاة وصلّى بالناس. وبعد الإنتهاء من الصلاة حضر ذلك الرجل متوكأً على عصاه وهو يتميّز من الغيظ ويقول للمؤذن بصوت يتقاطر غضباً: إذا فقد تجرّأتَ على إقامة الصلاة وأنا غير موجود، أليس كذلك؟ فارتعدت فرائص المؤذن المسكين وغابت الدماء من وجهه هلعاً، وقال: لا لا، إننا لم نصلّ بعد ..الله أكبر الله أكبر.. وشرع في إقامة الصلاة مرّة أخرى!!. ومن الأشعار الجميلة التي قيلت في ذم البخلاء الصائمين، ما قال أبو نواس يهجو الفضل قائلاً: رأيت الفضل مكتئبًا .... يناغي الخبز والسمكا فأسبل دمعة لما .... رآني قادمًا وبكى فلما أن حلفت له .... بأني صائم ضحكا