يشتكي الشباب البطال بولاية وهران، من خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني والمؤسسات التعليمية، ناهيك عن الفئات البطالة الأخرى، التي تفتقر إلى شهادات علمية، من غياب فرص العمل بالولاية رغم مشاركتهم في أكثر من مسابقة، إلا أن أملهم سرعان ما يخيب، في ظل البيروقراطية التي لازالت تخيم على الكثير من الإدارات والمؤسسات العمومية، حيث سدت أمام هؤلاء كل منافذ الأمل في الظفر بمنصب عمل قار من شأنه أن يحقق طموحاتهم. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة بالولاية فاقت 67 بالمائة، مست كل فئات العمر من كلا الجنسين. فقد ناشد العديد من هؤلاء البطالين السلطات المحلية لرفع الغبن عنهم، وإيجاد لهم متنفس ومناصب عمل تحفظ ماء الوجه، مطالبين بالاستفادة من تلك المحلات ومقرات الأروقة الجزائرية التي لاتزال مهجورة منذ أزيد من 16 سنة، بعد حالة الإفلاس التي آلت إليها، والتي من خلالها تم تسريح العشرات من العمال. ولازالت هذه الأروقة مهملة بعد الوضعية الكارثية التي آلت إليها جراء التخريب الذي مس الكثير منها بالولاية، التي يزيد عددها على 8 وحدات، كل وحدة تضم أزيد من 26 محلا تجاريا، أكبرها وحدة مرجاجو، الواقعة بشارع العربي بن مهيدي بوسط المدينة، والتي أصبحت مصدر إزعاج السكان المجاورين لها. فقد اتصل ب “الفجر” بعض السكان على اعتبار أن تلك المقرات أصبحت مقرا للجرذان بعد رمي فيها بعض القاذورات، هذا إلى جانب تدفق قنوات الصرف الصحي بها بعد حالة النسيان التي عليها، ما أصبح يثير استنكار السكان الذين يطالبون بإعادة صيانة وترميم هذه المحلات التي تعرضت للتخريب من جهة النوافذ وتكسير الأبواب وغيرها. ومن الصور السلبية التي أصبحت تميز تلك البنايات، دون الحديث عن وحدة الأروقة الجزائرية بحي الزيتون، والتي تعد أكبر وحدة، لازالت تشغل مساحة ضخمة بالرغم من إسقاطها من أجندة منتخبي وسلطات الولاية، ما جعل الشباب يطالبون بالاستفادة منها وإعادة تصليحها، والتي من شأنها أن تمتص عدد كبير من الأشخاص البطالين الذين يعانقون يوميا الجدران. يحدث هذا، في وقت انساق فيه البعض الآخر نحو كل أشكال الجريمة، خاصة أن الولاية أصبحت تشهد ارتفاعا خطيرا بعد تصاعد موجة الاعتداءات التي وصلت إلى أزيد من 25 حالة في اليوم بمصلحة الاستعجالات بمستشفى وهران، وذلك جراء حالة الفراغ الفظيع التي بات يعاني منها الشباب البطال نتيجة انعدام مناصب الشغل، حيث يطالب العديد من الشباب باستثمار واستغلال هذه المحلات في أنشطة تجارية مختلفة، خاصة وأنها توجد في مواقع استراتيجية، بدلا من تركهم للفراغ الذي يولد الانفجار والانحراف ويزيد من ظاهرة الحرقة وتفسخ المجتمع، خاصة أن تلك المقرات أصبحت تتآكل بفعل عوامل الزمن ومعرضة للانهيار والتخريب أكثر في أي وقت، بعد استعمال بعض المتشردين هذه المحلات مأوى لهم لتعاطي الخمر والمخدرات والفسق والرذيلة وغيرها من السلوكات السلبية التي تضر بالمجتمع.