يقول ابن الجوزي: مثل الشهور الإثنى عشر كمثل أولاد يعقوب. وكما أن يوسف أحب أولاد يعقوب إليه، كذلك رمضان أحب الشهور إلى الله، وكما غفر لهم بدعوة واحد منهم وهو يوسف، كذلك يغفر الله ذنوب أحد عشر شهراً ببركة رمضان. ويقول الرازي: إن الله تعالى خصّه بأعظم آيات الربوبية وهو أنه أنزل فيه القرآن، فلا يبعد أيضاً أن يخصصه بنوع عظيم من آيات العبودية وهو الصوم. وقال الحسن البصري: إن الله تبارك وتعالى جعل رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق أقوام ففازوا وتخلّف آخرون فخابوا. فالعجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.