طالب الزعيم الليبي معمر القذافي الاتحاد الأوروبي بتقديم 5 مليارات يورو سنويا على الأقل إلى ليبيا لكي توقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية وقال الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة له خلال زيارته لإيطاليا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية ليوم الصداقة الليبية الإيطالية إن وقف الهجرة إلى أوروبا يتطلب عملا عظيما وأن ليبيا لا يمكنها أن تكون حارسا على أوروبا بمفردها وبدون دعم. وأكد القذافي أن ما تطلبه ليبيا شيء يسير وممكن لمواجهة الهجرة غير الشرعية، مبينا أنه بقدر ما يتم العمل على إيقاف هذه الظاهرة انطلاقا من الأراضي الليبية إلى إيطاليا وأوروبا كلها، فعلى الاتحاد الأوروبي بالتالي أن يتحمل المسؤولية ويقوم بما تطلبه منه ليبيا لأنها مخلصة في جهودها للحد من الهجرة غير الشرعية. وشدد على أنه ما لم يحصل ما تطالب به ليبيا فإن هذا يعني الاستسلام للأمر الواقع وأن هذا سيؤثر على البنية السكانية لأوروبا في الغد والتي ستكون ليست أوروبا اليوم وقد تكون إفريقيا لأن الملايين تريد أن تزحف من إفريقيا إلى أوروبا. وأكد القذافي على ضرورة العمل معا لمكافحة هذا التحدي (الهجرة غير الشرعية) وأن على إيطاليا أن تعمل على إقناع بقية الدول الأوروبية بالمقترح الليبي. وجدد القذافي دعوته بأنه يمكن لأوروبا أن توقف هذا الزحف على الحدود الليبية وبالتالي فعلى الاتحاد الأوروبي أن يستمع لما تطلبه ليبيا باعتبارها البوابة التي يمكن أن تقف عندها الهجرة. وينص الاتفاق بين إيطاليا وليبيا بشكل خاص على إعادة المهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى إيطاليا إلى ليبيا. كما ينص على مساعدة من خمسة مليارات دولار على هيئة استثمارات إيطاليا للتعويض عن الاستعمار خصوصا لطريق سريع على الساحل الليبي على طول 1700 كلم.وقال برلوسكوني إنه وبفضل الاتفاق الثنائي وطرد المهاجرين، ساهمت إيطاليا بنجاح في مواجهة الاتجار بالمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا والذي تشرف عليه عصابات إجرامية. إلا أنه لم يرد على منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تعرب دائما عن قلقها حول مصير المهاجرين الذين يتم ترحيلهم إلى ليبيا. وأضاف برلوسكوني إن من صالحنا جميعا أن العلاقات بين إيطاليا وليبيا تغيرت. ومن لا يفهم ذلك لا زال في الماضي أسير أفكار مضى عليها الزمن. وشدد برلسكوني على أن من ينتقد علاقات الصداقة بين البلدين، لازال ينتمي إلى الماضي ويجهل الرغبة الحقيقية التي لدى الشعبين الإيطالي والليبي لبناء صفحة جديدة من العلاقات. ومن جهة أخرى حث القذافي المستثمرين الليبيين على الاستثمار في إيطاليا بفضل الامتيازات الممنوحة لهم، ودعا رجال الأعمال الإيطاليين إلى الاستثمار في ليبيا والعمل في الشركات الإيطالية العاملة على الأراضي الليبية، موضحاً بأنه يشجعهم ويحثهم على أن يأتوا إلى إيطاليا للاستثمار وحتى للبقاء فيها. وأضاف قائلا إنه في الجانب الآخر فإنه مسموح للإيطاليين الوجود في ليبيا لأن إيطاليا الصديقة الآن هي غير إيطاليا الاستعمارية وأن الذين كانوا يعيشون في ليبيا وطردوا منها تم السماح لهم بعد هذه المعاهدة، بأن يزوروا الأماكن التي كانوا فيها ويأتوا لليبيا للسياحة، وفي إمكانهم أيضا العمل في الشركات الإيطالية التي تعمل في ليبيا. وتعد زيارة القذافي لإيطاليا أكبر شريك تجاري لبلاده، هي الرابعة خلال عامين.