كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأكرمهم، لا يدع فرصة للإنفاق في سبيل الله إلا أنفق وأعطى من ماله، وقد وصفه ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: ”كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة”. (رواه البخاري ومسلم). وبلغ من كرم النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يمنع شيئًا عن سائله مهما كانت أحواله المالية. علاج المحسود بعد وقوع الحسد ^ يكون بقراءة القرآن الكريم بصفة عامة، وبعض الآيات والسور بصفة خاصة، وبقراءة المعوذات النبوية، وبالرقية وهي وسيلة فعالة من ضرر الحسد، يدل على ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري رضى الله عنه أن جبريل أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا محمد اشتكيت، فقال: نعم. قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك” أخرجه مسلم في صحيحه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يعوذ الحسن والحسين، ويقول: “إن أباكم كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة” أخرجه البخاري. ومن أنجح الوسائل في علاج المحسود الغسل والوضوء، وكيفية ذلك أن يغتسل الحاسد أو يتوضأ، ثم يؤمر بأن يغسل أطراف المعيون يديه ورجليه ووجهه، ثم يصب الماء عليه. الأصمعي يتعلم من طفلة ^ قال الأصمعي: خرجت ذات ليلة إلى الصحراء، وكان الليل قراً والريح صراً، وفيما أنا سائر إذ بصرت بطفلةٍ لم تتعد التاسعة من عمرها تغني وتقول: أستغفرُ الله لذنبي كله قتلتُ إنساناً بغير حلِّه مثل غزال ناعم في دله انتصف الليل ولم أصله فقلت لها: يا هذه، قاتلك الله! ما أبلغك على صغرك فأجابت: ويحك يا رجل، وهل هذه بلاغة بجانب قول الله: “وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين” (7) (القصص)، فقد جمع سبحانه بين أمرين، ونهيين، وبشارتين في آية واحدة! قال الأصمعي: فانصرفت طَرِباً جزلاً، من شدة إعجابي بهذه الصغيرة التي نبهتني إلى بلاغة القرآن الكريم.