أكدت مصادر مطلعة، في تصريح ل”الفجر”، أن مصالح الأمن المختصة تترقب عودة عدد معتبر من بقايا الجماعات المسلحة إلى أحضان المجتمع خلال الأيام المقبلة، وخاصة تلك الناشطة بمعاقل التنظيم الإرهابي تيزي وزو وبومرداس، الذي يواجه نهايته، ويأتي تجدد موجة التوبة والإعلان عن الدخول في مسعى السلم والمصالحة في صفوف بقايا الإرهابيين للعديد من الاعتبارات، منها جهود الاتصالات والإقناع التي تقوم بها مختلف الوسائط، لا سيما لدى التائبين الجدد ضف إلى ذلك الأزمات الداخلية التي يعيشها التنظيم، والضربات القوية التي تتلقاها من طرف الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب. وتترقب مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب وتطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية موجة توبة جديدة في صفوف بقايا التنظيم الإرهابي، وهي الموجة التي وصفتها مصادر “الفجر” بالهامة لعدد من المبررات، منها التعداد البشري لبقايا الجماعات المسلحة التي تعتزم تطليق العمل المسلح، الذي لم تعد له أي مبررات، سياسية أو فكرية، بالإضافة إلى نوعية هؤلاء بالنظر إلى المواقع التي يشغلونها في التنظيم المعروف باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي تحولت إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وجاءت سلسلة التوبة والدخول في المصالحة الوطنية بعد سلسلة من العمليات المماثلة، آخرها توبة أمير كتيبة “الفاروق“ المكنى “أبو جندل”، بالإضافة إلى توبة أحد ركائز اللجنة الشرعية في التنظيم والمعروف باسم، أبو العباس، إلى جانب أسماء أخرى كان يرتكز عليها عبد المالك دروكدال. وإن كانت الاتصالات المكثفة لوحدات الأمن مع العناصر المسلحة الراغبة في العودة إلى أحضان المجتمع عبر وسائط مختلفة، أهمها التائبين السابقين وذوي بقايا المسلحين، كللت بهذه النتائج التي توصف بالإيجابية في معالجة آخر عناقيد الأزمة الأمنية، فإن الانشقاقات والأزمة الداخلية داخل تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ممثلة في تصفيات داخلية ونقص في المؤونة بعد انقطاع القواعد الخلفية للدعم والإسناد اللوجيستيكي هو الآخر كان أحد العوامل الرئيسية في استنجاد هذه العناصر بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، خوفا من النهاية المأساوية على يد قوات مكافحة الإرهاب التي تلحق هزائم نكراء بين يوم وآخر بهذه الجماعات، لاسيما ببومرداس وتيزي وزو.