اعتبر الإعلامي الفرانكو-جزائري سليمان زيدور- أن أحداث 11 سبتمبر التي ضربت أمريكا سنة 2001، جعلت العرب الذين يقطنون في دول أمريكا اللاتينية لا يشهرون بعروبتهم خوفا من أي خلافات قد تحدث نتيجة لما روج له الغرب على أن العرب مصدر إزعاج لدول أمريكا والعالم ككل، ما جعل الحياة في تلك الدول تتغير نسبيا مقارنة بما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية أي قبل أحداث الحادي عشر سبتمبر عرّج رئيس تحرير القناة الفرنسية "تي في 5"، لدى تنشيطه لمحاضرة بالمركز الثقافي الفرنسي، مساء أول أمس بالعاصمة، على الحضور العربي الكبير في دول أميركا اللاتينية، خاصة اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وأنه ساعد بصورة كبيرة على إعطاء صورة حضارية جيدة للمواطن العربي، ودوره الفاعل في مختلف النشاطات الثقافية، السياسية، الاجتماعية، والاقتصادية، وبخاصة العرب المسيحيين الذين يعملون على تصدير الثقافة المسيحية هناك من خلال توريث هذه الثقافة إلى أبنائهم الذين يولدون هناك. فيما أعاب زيدور على الدور غير الفعال الذي يلعبه العرب المسلمون هناك، ففي الوقت الذي يعمل العرب المسيحيون على تصدير ثقافتهم هناك نجد أن المسلمون يعملون على إخفاء تلك الثقافة الإسلامية ويصدروا لأبنائهم الذين ولدوا هناك الثقافة الغربية. ونوه المتحدث بالدور الكبير الذي لعبه العرب الذين هاجروا منذ سنين إلى هذه الدول كالبرازيل، والأرجنتين ما جعل الوسط اللاتيني يتأثر كثيرا بالثقافة العربية، وهو ما نلمسه في أعمال العديد من الأدباء والكتاب اللاتينيين، حيث نجد أن أغلب الأبطال في الأعمال الأدبية اللاتينية هم شخصيات عربية، على غرار آداب وأعمال غارسيا ماركيز مثلاً. من خلال هذه الندوة حاول الإعلامي الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، سليمان زيدور، أن يسلط الضوء على واقع حوالي 51 مليون مواطن من أصول عربية بأمريكا الجنوبية، سيما بالبرازيل التي تحتضن قرابة 10 ملايين مواطن من أصل عربي، وهو دليل على الديمقراطية التي يتمتع بها الفرد في هذه الدول، خاصة فيما يتعلق بنظرة الغرب للعرب والمسلمين.