الإنسان يرى من نفسه راحة وطمأنينة وانشراح صدر ونور قلب. وكذلك قد يكون من آثار الحج، ما يكتسبه الإنسان من العلم النافع الذي يسمعه في المحاضرات وجلسات الدروس في المسجد الحرام، وفي المخيمات في منى وعرفة وكذلك من آثاره أن يزداد الإنسان معرفة بأحوال العالم الإسلامي، إذا وُفِّق لشخص ثقة يحدثه عن أوطان المسلمين. وكذلك من آثاره غرس المحبة في قلوب المؤمنين بعضهم لبعض، فإنك ترى الإنسان في الحج وعليه علامات الهدى والصلاح، فتحبه وتسكن إليه وتألفه. ومن آثار الحج أيضا: أن الإنسان يكتسب أمرا ماديا بالتكسُّب بالتجارة وغيرها، لقوله تعالى: “ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام”، ولقوله تعالى: “ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم”. وكم من إنسان اكتسب مالا بالتجارة في حجه، شراء وبيعا؛ وهذا من المنافع التي ذكرها الله سبحانه وتعالى. ومن آثار الحج: أن يُعَوِّدَ الإنسان نفسه على الصبر على الخشونة والتعب، لا سيما إذا كان رجلا عاديا من غير أولئك الذين تكمل لهم الرفاهية في حجهم، فإنه يكتسب بذلك شيئا كثيرا، أعني: أن الذي يكون حجه عاديا يكتسب خيرا كثيرا بتعويد نفسه على الصبر والخشونة.