حذر مسؤولون فلسطينيون من التصعيد الذي يشهده المسجد الاقصى المبارك تزامنا مع ما يسمى ب"الاعياد اليهودية" وتحويل مدينة القدس الى ثكنة عسكرية, ما ولد وضعا مشحونا وأثار مخاوف من أن تؤدي همجية المتطرفين الصهاينة وعدوانيتهم بحق المكان المقدس والمسلمين الى تأجيج الاوضاع. وتعيش مدينة القدس والمسجد الاقصى منذ أول أمس السبت, تاريخ بدء الاحتفال بما يسمى ب"عيد الفحص" الممتد لغاية ال20 ابريل الجاري, تصعيدا خطيرا من قبل الاحتلال الصهيوني وقواته ومستوطنيه, حيث يمنع على الفلسطينيين دخول المكان للصلاة فيما يسمح للمتطرفين باستباحته, وذلك بحماية جيش الاحتلال. وفي تصريح ل/وأج, نبه الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات, حاتم عبد القادر, الى أن الاحتلال حول هذه الايام مدينة القدس الى "ثكنة عسكرية", حيث تحاصر قوات كبيرة من الجيش والشرطة الصهيونية المدينة والبلدة القديمة وتمنع اعدادا كبيرة من المصلين من الوصول الى المسجد, في حين تسمح بدخول اعداد كبيرة من المستوطنين الى باحاته والقيام بشعائر دينية في محاولات استفزازية للمواطنين المسلمين, مؤكدا ان الاحتلال ومتطرفيه يعملون على استغلال "الاعياد الدينية" لفرض أمر واقع جديد داخل المسجد ومحاولة تغيير الوضع القانوني والتاريخي والديني القائم به. وبالموازاة مع هذه الانتهاكات بحق الاماكن المقدسة للفلسطينيين, تصعد قوات الاحتلال الصهيوني من ممارساتها ضد المواطنين المقدسيين سواء من خلال الاعتقالات او هدم المنازل, حيث أشار حاتم عبد القادر الى أن الاحتلال أقدم منذ بداية شهر أبريل على هدم 10 منازل داخل مدينة القدس التي يهدف الى تغيير هويتها الدينية والتاريخية. من جانبه, اوضح مدير مركز القدس الدولي, حسن خاطر, ان مدينة القدسالمحتلة "محاصرة أساسا بعدة أطواق أمنية غير مسبوقة على مستوى العالم, حيث هناك جدار عزل عنصري يطوقها من ثلاث جهات -من الجنوب ومن الشرق ومن الشمال- ويمنع دخول الفلسطينيين من خارج القدس الى داخلها, اضافة الى وجود معابر في هذا الجدار تخضع لإجراءات أمنية مشددة, يسعى الاحتلال من خلالها الى احكام الاغلاق على المدينة المقدسة". الا انه وخلال ما يسمى ب"المناسبات والاعياد اليهودية", وهي كثيرة تصل الى ما يقرب 50 مناسبة على مدار العام, تتعرض القدس - يقول السيد خاطر - الى تشديد أكثر, يمنع في ظله حتى على من يحمل تصاريح من دخول المدينة في هذه المناسبات, مما يجعل المدينة تعيش دائما في هذا الجو المحاصر والمعزول الذي يحاول الاحتلال من خلاله "عزلها عن الشعب الفلسطيني وحتى اخراجها من دائرة الوعي الفلسطيني والعربي اذا استطاع". و اعطى السيد خاطر صورة عن واقع المدينة المقدسة في الوقت الحالي, حيث تشهد تواجد آلاف الجنود ورجال الامن الصهاينة المدججين بالسلاح في الشوارع وفي أزقة البلدة القديمة التي يمنع على المقدسيين دخولها, وعلى أبواب ومداخل وداخل المسجد الاقصى المبارك. وقال المتحدث من موقع تواجده امام المسجد الاقصى : "لم نتمكن من الدخول الى المسجد الاقصى من اجل تأدية الصلاة, فيما اقتحم اكثر من 20 فوجا من المستوطنين ساحاته", مشيرا الى أن قوات الامن تنفذ ايضا سلسلة اعتقالات في صفوف حرس المسجد الاقصى المدنيين وموظفي الاوقاف الموجودين داخله. ووصف الاجواء بأنها "مشحونة بشكل كبير وخطير, مع تزايد التخوفات من أن يرتكب هؤلاء المتطرفون سلوكا عدوانيا داخل المسجد الاقصى", الا ان ذات المتحدث أكد في السياق على أن أي "محاولات للمستوطنين لتغيير الواقع داخل المسجد الاقصى ستواجه من قبل المرابطين فيه ومن قبل ابناء القدس الذين نجحوا على مدار سنوات الاحتلال في افشال عشرات من المخططات التي كانت تستهدف هذا المقدس الاسلامي الكبير". من جانبها, قالت رتيبة النتشة, عضو هيئة العمل الوطني والاهلي في القدسالمحتلة, أن اليوم الاثنين شهد اقتحام 300 مستوطنا لساحات وباحات الاقصى في انتظار جولة اقتحام أخرى مساء, محذرة من ان يوم الخميس سيشهد ما يسمى ب"يوم الاقتحام الكبير", وهو الأكثر خطورة من الاعياد السابقة. و أشارت الى ان الصورة السائدة في البلدة القديمة وأسوار المسجد الاقصى وبواباته, منذ الساعات الاولى لنهار اليوم الاثنين, تتمثل في تنفيذ الصلوات التلمودية والنفخ الاستفزازي في الابواق, مما قد يتسبب في اشعال حرب دينية. و اكدت على ان "المقدسيين يتصدون ككل عام الى هذه المحاولات من خلال كشف ومراقبة المستوطنين ومنعهم من ادخال القرابين الحيوانية الى ساحات الاقصى".