تباين الموقفان الأوروبي والأمريكي حول كيفية التعامل مع التحذيرات الأمريكية من احتمال وقوع هجمات ”إرهابية” بأوربا، حيث اعتبرت واشنطن التهديدات حقيقية، فيما رأى مسؤولون أوروبيون أنها لا تستدعي تأهبا موحدا لكافة دول الاتحاد. جاء ذلك في اجتماع عقده وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بحضور جين هول لوت مساعدة وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية الخميس في لوكسمبورغ، وذلك لبحث سبل تحسين التنسيق بين الجانبين بخصوص التحذيرات الأمنية، بعد أن أثار تحذير أمريكي من احتمال وقوع هجمات ”إرهابية” حالة من القلق في أوروبا.وأشارت مصادر إعلامية من لوكسمبورغ إلى أن المجتمعين أجمعوا على وجود ”خطر إرهابي”، ولكن الاختلاف كان حول تحديده وكشفه وسبل مواجهته. وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم إنه لا يوجد ما يدعو للشك في قرار وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد إصدار تحذير للمواطنين الأمريكيين باتخاذ الحيطة في حالة السفر إلى أوروبا. لكن مسؤولين آخرين قالوا إنه يتعين إجراء المزيد من المشاورات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة بشأن مثل هذه التحذيرات، وتنسيق السياسات حتى يكون الأوروبيون على دراية مناسبة بهذه الأخطار. واعتبروا أن المعلومات الأمنية الأمريكية لا تستدعي تأهبا موحداً لكافة دول الاتحاد الأوروبي. ووصفت وزيرة الداخلية البلجيكية أنيمي تورتيلبوم الاجتماع بأنه ”مهم لأنه حوار على المستوى السياسي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي”، مشيرة إلى أن المعلومات الأمنية الأمريكية ”أدت إلى درجة من الشعور بانعدام الأمن في أوروبا”. وأضافت تورتيلبوم، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام، أن ”المناقشات التي أجريناها كانت عن كيفية تحقيق التوازن بين المعلومات وعدم إثارة قلق الناس”. وقالت تورتيلبوم حسب مصادر إعلامية إن وزراء الاتحاد الأوروبي يريدون عقد اجتماعات سنوية مع مسؤولي الأمن الداخلي الأمريكي لتبادل المعلومات الأمنية عن ”المخاطر الإرهابية وكيفية إبلاغها للمواطنين دون إرعابهم”. ومن جهته قال منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف إن هناك قلقا متصاعدا من الأوروبيين الذين تلقوا تدريبات على أيدي تنظيم القاعدة ويعودون إلى أوروبا لشن هجمات. وأضاف ”إنهم يحملون جوازات سفر للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وليسوا معروفين لجهات إنفاذ القانون وتتزايد صعوبة الكشف عنهم”. وقال ”نعرف أن بعض الصوماليين في الدانمارك والسويد ذهبوا إلى الصومال وعادوا إلى الدانمارك لشن هجمات”. وأضاف ”ألقى الفرنسيون القبض على عدة فرنسيين ذهبوا إلى أفغانستان”. وكانت الولاياتالمتحدة قد أصدرت تحذيرا خاصا بالسفر بعدما ذكرت شبكة ”فوكس نيوز” التلفزيونية الأمريكية الأحد الماضي أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم منسق على معالم سياحية بارزة في باريس وبرلين، على غرار هجمات مومباي عام 2008 التي أودت بحياة 170 شخصيا ونفذها مسلحون يتخذون من باكستان مقرا لهم. وأصدرت عدة دول أوروبية تحذيرات مماثلة بعد التحذير الأمريكي، ورفعت بريطانيا مستوى التأهب الأمني في تحذيرها للمسافرين إلى ألمانيا وفرنسا من ”عام” إلى ”مرتفع”، وتركت مستوى التهديد في الداخل دون تغيير عند ”شديد”. وطالبت الحكومة الفرنسية مواطنيها المسافرين إلى بريطانيا بتوخي الحذر بسبب وجود خطر كبير بوقوع عمل ”إرهابي” في هذا البلد.