من بين الاتفاقيات الموقّعة بين الرئيسين الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، ونظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، اتفاقية النقل البحري، التي تتيح لسفن البلدين القيام برحلات مباشرة، تُمهد لاحقا للإعفاء من تأشيرة دخول موانئ البلدين، للتسهيل من مهام البحارة والسفن التجارية رحلات مباشرة بين موانئ البلدين ونتائج الزيارة بدأت تتجسد خلال زيارته التاريخية للجزائر، أقرّ الرئيس الروسي بضرورة بعث مشاريع شراكة مستدامة في عدة قطاعات، منها قطاع الطاقة الذي يأخذ حصة الأسد من تعاملات البلدين، وقطاعات أخرى منها النقل البحري، الذي يريده ميدفيديف أن يكون منبرا للتجارة الخارجية والتعاملات المباشرة بين البلدين، حيث توصل مع نظيره الجزائري إلى الاتفاق حول إطلاق رحلات بحرية مباشرة تصل موانئ روسيا بموانئ الجزائر، وتزودها بمختلف السلع والمؤونات، والآلات الصناعية، لا سيما بعد أن أبدت عدد من الشركات التي رافقت الوفد الروسي، رغبتها في إقامة وحدات تصنيع وإنتاج بالجزائر، ووعدت بنقل التكنولوجيا، وهي بحاجة –في حال قبول مشاريعها- إلى نقل بحري لعتادها وتجهيزاتها الصناعية. وبالتالي، فإن روسيا تريد فتح صفحة جديدة، وهي مقتنعة بالاستثمار في الجزائر، لدرجة أنها طالبت بحقها من 286 مليار دولار المخصصة للمخطط الخماسي، ولم تستثن أي قطاع، وبالعكس أكدت حضورها تماما في القطاعات التي تتجه نحوها الجزائر حاليا، وتماشيها مع خطوات التنمية المحلية، منها ما هو متعلق بإعادة تأهيل المؤسسات العمومية والخاصة، حيث أمضى ميدفيديف مع الرئيس بوتفليقة على مذكّرة تفاهم تجمع معاهد القياسة والمعايرة لكلا البلدين، وكذا معاهد الدبلوماسية، للوقوف على تحضيرات الجزائر وما ينقص من خبرة تضيفها روسيا، في شكل استثمارات مستقبلية، يراها المتتبعون أنها خطوة لتجديد العهد مثلما كان عليه في وقت الاتحاد السوفياتي. وبالرغم من أن الزيارة في ظاهرها لم تخلف اتفاقيات تثير ضجة إعلامية ضخمة دوليا، إلا أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف نجح في زيارة ال 6 أكتوبر الجاري، حيث تمكّن من الارتقاء بمباحثات التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى مستوى سياسة الدولة، وكان القسط الأكبر من النجاح من نصيب شركة ”غاز بروم”، وهي أكبر شركات الغاز في روسيا وتدير الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي؛ وأوضح رئيسها ألكسي ميلر أنه حظي بالدعم السياسي، لمواصلة الاستكشافات في حقول النفط بالصحراء، ومن الممكن أن تظفر بصفقات جديدة قريبا، وبصفة إجمالية وقعت روسياوالجزائر على 6 اتفاقيات منها مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الغاز ومذكرة التفاهم بين وزارتي طاقة الدولتين. والهدف من توقيع مذكرتي التفاهم مساندة المباحثات المتعلقة بالتعاون بين الشركات الروسية والجزائرية المعنية، منها المباحثات التي بدأتها شركة ”ت ن ك - ب ب” الروسية وسوناطراك في مجال المحروقات بالإضافة إلى حقول الغاز. وتؤكد زيارة ميدفيديف نضج العلاقات بين البلدين والتفاهم الكبير بينهما، ومعرفة هذه الدولة لتوجه الجزائر اقتصاديا، لذلك حضرت بما يخدم السوق الجزائرية بنحو 96 شركة ومتعامل تجاري وصناعي، كلهم يرغبون في أخذ حصصهم في الجزائر، ويستأنسون بإجراءات الاستثمارية والشروط التي تفرضها الحكومة على كل مستثمر أجنبي.