استقبل جمهور شبيبة بجاية بحزن كبير الذكرى الأولى لوفاة أحد أفضل اللاعبين الذين ضمهم عميد الأندية القبائلية. فبعد مرور سنة كاملة على وفاة اللاعب الخلوق والمحارب فوق الميدان حسان لحمر (وافته المنية يوم الثامن أكتوبر من العام الماضي)، لازال تعلق الأنصار به قويا، إذ لا تتخلف اللافتات المصممة خصيصا من طرفهم عن أي موعد تكون الشبيبة فيه طرفا. والدورة التي خلدت من خلالها الإدارة اسمه أكبر دليل على مدى الرابطة القوية والاحترام المتبادل بين المغفور له وإدارة النادي وجماهيره. حسان لحمر رحمه الله بدأ مداعبة الكرة بمسقط رأسه بالطاهير مع الفريق الرياضي، قبل أن يشد الرحال ككل لاعب يملك مؤهلات فنية وبدنية تتطلب الصقل بدرجة أكبر، حيث انتقل إلى عاصمة الهضاب العليا، سطيف، لتجريب حظه ضمن تعداد الوفاق السطايفي في الفئات الشبانية. ثقته في نفسه وقوة شخصيته رغم الحياء الذي يتمتع به، سمح له بضمان مكان له ضمن أواسط وفاق سطيف. لكنه راح ضحية قرار إدارة سرار بالتضحية بالمواهب الشابة على حساب النجوم، فلم يتم الاحتفاظ به في صنف الأكابر، وذاك ما حز في قلبه كثيرا. فعزيمته القوية سمحت له بالتألق في أول تجربة له مع الأكابر ببسكرة عام 2004 بتحقيق أول تتويج له وهو الصعود إلى القسم الأول، ومنه إلى شبيبة بجاية رفقة أرمادة النادي بزوير، جيلاني، دبوشة، رزيوق إلخ... الموسم الموالي والصعود الثاني على التوالي، وتحقيق المركز الثالث مع الشبيبة عاما من بعد، أي 2006، ليحدث فراق مؤقت بينه وبين الجياسامبي في أوج الأزمة الإدارية والمالية القوية التي كادت تعصف بالفريق عام 2007 لو لا استنجاد طياب بالمسير الشاب في صفوف الشبيبة، فيصل علوي، الذي كان وراء تتويج الفريق بكأس الجمهورية بصفته رئيسا للفرع. فبعد نجاحه في تحقيق الصعود الثالث إلى القسم الأول، عاد لحمر من الباب الواسع إلى الشبيبة بحثا عن الاستقرار الذي وجده في كنف هذا الفريق إلى غاية مغادرته للحياة يوم 8 أكتوبر من العام الماضي.