تمر اليوم السنة الأولى على رحيل اللاعب أحسن لحمر (المدعو حسان) الذي وافته المنية منتصف ليلة الثامن أكتوبر 2009 بمستشفى “فرانتز فانون“ ببجاية متأثرا بالمرض الذي أصابه منذ عودته من الشلف، أين لعب آخر مواجهة له بألوان الشبيبة البجاوية، ليترك بذلك اللاعب المولود يوم 3 أوت 1980 بالطاهير فراغا كبيرا في الفريق البجاوي الذي تأثرت أسرته كثيرا لوفاته لأنه قضى أربع سنوات في بجاية... كما أنه كان يعد ركيزة أساسية في التشكيلة ومثالا في الجدية والعمل سواء في التدريبات أو في اللقاءات الرسمية بشهادة زملائه والمدرب مناد. “الهداف“ لم تنس اللاعب الذي قدم الكثير للشبيبة البجاوية وقررت تخليد روحه من خلال هذه الوقفة الرمزية راجية من الله عز وجل أن يتغمد روح الفقيد ويسكنه فسيج جنانه وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. تعلق ببجاية ولعب معها أربعة مواسم رغم أن الفقيد لحمر حمل طيلة مشواره الرياضي ألوان عدة فرق وهي الطاهير، سطيف، اتحاد بسكرة ومولوية باتنة، إلا أنه تعلق كثيرا بشبيبة بجاية التي التحق بصفوفها موسم 2005/2006 قادما إليها من اتحاد بسكرة، حيث لعب فيها أربعة مواسم وتجلى ذلك من خلال عودته موسم 2008/2009 للدفاع عن ألوانها مجددا بعدما غادرها لمدة، وهي العودة التي فسرها في حوار خص به يومية “الهداف” آنذاك بكونه يجد راحته في الشبيبة التي تتوفر على كل شروط العمل، فضلا عن قرب مدينة بجاية من مقر سكناه بالقنار بولاية جيجل، ومعروف عن لحمر أنه كان طيلة الفترة التي لعبها باللونين الأخضر والأحمر ركيزة أساسية وساهم بشكل كبير في الانجازات التي حققتها الشبيبة ومنها عودتها إلى القسم الأول موسم (2005/2006) واحتلال المركز الثالث في بطولة القسم الأول موسمي (2006/2007) و(2008/2009). ولم يسعفه الحظ في التتويج بكأس الجمهورية التي نالتها الشبيبة موسم 2007/2008 لأنه كان قد غادر التشكيلة رفقة بقية زملائه بزوير، جيلاني، دبوشة، رزيوق، عمران ومهية وحققوا معها الصعود إلى القسم الأول. هدفه في مرمى ڤاواوي يبقى راسخا في الذاكرة ورغم رحيل ابن الطاهير إلا أن مسيري وأنصار الشبيبة وزملاءه اللاعبين، سيظلون يتذكرون اسمه خصوصا وأنه سجل أحسن أهداف الشبيبة في تاريخ اللقاءات التي لعبتها في بطولة القسم لأول وكان ذلك في مرمى الحارس الدولي الوناس ڤاواوي خلال الداربي القبائلي الذي جرى موسم (2006/2007) في ملعب الوحدة المغاربية، وهو الهدف الذي قال بشأنه لاعب وداد تلمسان كمال هبري في سياق حديثنا معه حول المرحوم على هامش الدورة التخليدية التي نظمتها إدارة الشبيبة مع بداية شهر سبتمبر الماضي إنه لن ينساه طيلة حياته لأنه جاء بكيفية رائعة وبقذفة قوية من على بعد 40 مترا وفي مرمى حارس المنتخب الوطني، كما أنه مكن - على حد تعبيره - الشبيبة البجاوية من الفوز بنقاط الداربي القبائلي وإسعاد الأنصار بالنظر إلى أهمية الفوز المحقق والذي احتفلوا به مطولا. الأنصار يطالبون باللقب لأجله ما قدمه ابن الطاهير طيلة المواسم الأربعة التي دافع فيها عن ألوان الفريق البجاوي جعل أنصار الشبيبة يتذكرونه في كل مباراة يلعبها فريقهم في ملعب الوحدة المغاربية، حيث يحضرون لافتات خاصة به كما أنهم يرددون اسمه ولم يتوقف الأنصار عند هذا الحد بل أصبحوا يطالبون التشكيلة بضرورة التتويج بلقب البطولة أو كأس الجمهورية لأجل روح المرحوم، وهو ما عبروا عنه خلال الدورة الكروية التي جرت يومي 1 و2 سبتمبر الماضي تخليدا لروح اللاعب. ومن هذا المنطلق، فإن بلخضر وزملاءه مطالبون بتحقيق هذه الطلب لأنه يعد أحسن هدية تقدم لروح لاعب وهب حياته لأجل الشبيبة بدليل أنه فارق الحياة وهو يدافع عن ألوانها. إدارة طياب جسدت وعودها وخلدت روح الفقيد جسدت إدارة طياب الوعود التي قطعتها على نفسها بعدما فقدت اللاعب أحسن لحمر، حيث وعدت آنذاك على لسان رئيس الفرع زهير طياب بتنظيم دورة تخليدية للمرحوم اعترافا بما قدمه طيلة المواسم الأربعة التي دافع فيها عن ألوان الشبيبة التي ساهم في عودتها إلى القسم الأول موسم 2005/2006 وانتزاع تأشيرة المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي (الكاف) لأول مرة في تاريخها بعدما أنهت الموسم الموالي في المركز الثالث، وهو ما حدث يومي 1 و2 سبتمبر الفارط حيث تم تنظيم دورة رباعية شاركت فيها إلى جانب الفريق البجاوي كل من مولودية الجزائر، وداد تلمسان وشباب جيجل، ولا تنوي الإدارة البجاوية الوقوف عند هذا الحد بل تأمل في جعل هذه الدورة الكروية تقليدية تتكرر كل سنة. وكان مسيرو الشبيبة يريدون جعل التظاهرة الكروية حدثا كبيرا وفي مستوى سمعة الفقيد بإقامة دورة مغاربية على الأقل، غير أن عدم استجابة فريقي الملعب التونسي والوداد البيضاوي المغربي للدعوة حال دون ذلك، ما جعلها تكتفي بإجراء دورة محلية توجت بلقبها تشكيلة الشبيبة بعد فوزها في المباراة النهائية على بطل الموسم الماضي مولودية الجزائر بنتيجة (2/1)، وهو اللقب الذي أهداه اللاعبون لروح المرحوم الذي استفادت عائلته من مداخيل لقاءات هذه الدورة المقدرة حسب مصادرنا الخاصة بحوالي 100 مليون سنتيم. عائلة المرحوم تحصلت على نسبة من المستحقات في انتظار البقية وقبل إجراء الدورة التي وعد بها رئيس الفرع زهير طياب، كان مسيرو الشبيبة البجاوية قد جسدوا بعض القرارات التي اتخذوها إثر وفاة اللاعب، حيث استجابوا لاقتراح اللاعبين المتمثل في استفادة عائلة الفقيد من علاوات اللقاءات بداية من مباراة الجولة التاسعة أمام أهلي البرج وإلى غاية نهاية الموسم، كما أنهم قاموا بتسوية نسبة من منحة إمضاء اللاعب ولم يبق منها حسب المعلومات التي بحوزتنا سوى الشطر الأخير الذي وعد طياب بتسديده عندما يقوم بتسوية وضعية بقية اللاعبين عند دخول إعانة الصندوق الولائي المقدرة بمليار سنتيم، وهي العملية التي ستتم خلال الأيام القادمة حسب آخر المعلومات التي استقيناها أول أمس الخميس من مصدر مسؤول في الشبيبة. ومركز التكوين قد يحمل اسمه الرقم 24 يحذف رسميا ولم يقتصر تجسيد الوعود على الدورة الكروية والجانب المالي، بل شمل كذلك الرقم 24 الذي كان يحمله اللاعب طيلة فترة دفاعه عن ألوان الشبيبة البجاوية، حيث تقرر رسميا حذف هذا الرقم الذي لعب به ابن الطاهير في كل الفرق التي حمل ألوانها على غرار شبيبة بجاية، اتحاد بسكرة ومولودية باتنة وعدم منحه لأي لاعب مستقبلا، وهو ما تأكدنا منه هذا الموسم حيث تم تعليق الرقم 24 بصفة رسمية وهو القرار الذي سيبقى ساري المفعول مدى الحياة حسبما أكده مسيرو الفريق البجاوي بعد وفاة اللاعب. وحتى تبقى ذكرى لحمر خالدة على مدار السنين، تعتزم إدارة الشبيبة إطلاق اسمه على مركز التكوين الذي سيتم إنجازه ببلدية سوق الاثنين القريبة من جيجل (مسقط رأس اللاعب) في إطار مشروع الاحتراف وهو ما كشف عنه الرئيس بوعلام طياب شخصيا ل “الهداف“ على هامش الدورة التخليدية التي نظمت مؤخرا. المشكل في منحة الوفاة ويبقى المشكل المطروح بعد مرور سنة كاملة عن رحيل اللاعب يتمثل في عدم حصول عائلة لحمر على منحة الوفاة المقدرة حسب المعلومات التي بحوزتنا ب 200 مليون سنتيم رغم قيام إدارة الشبيبة البجاوية بكل الاجراءات القانونية وإيداع الملف لدى الشركة الوطنية للتأمين في الموعد المحدد، وهو الأمر الذي أغضب بوعلام طياب كثيرا وقرر في المدة الأخيرة رفع القضية إلى المديرية العامة للشركة الموجودة بالجزائر العاصمة لأجل ايجاد حل لهذا المشكل وتعويض عائلة المرحوم. وكشفت مصادرنا الخاصة أن الرجل الأول في الشبيبة مستعد للذهاب إلى العدالة في حال استمرار تماطل ذات الشركة في تسوية هذه القضية. الجميع يتحدث عنه بالخير و“ڤوميز“ رشحه للعب في أوروبا وكان فقيد الكرة البجاوية مثالا في الجدية والانضباط داخل الميادين وخارجها، كما يعد ركيزة أساسية في الفريق وهذا بشهادة المسيرين، المدربين، اللاعبين والأنصار الذين لا يتحدثون عنه سوى بالخير، ومن المدربين الذين أعجبوا كثيرا باللاعب نجد المدرب البرتغالي “ڤوميزّ الذي درب الشبيبة مع بداية موسم 2006/2007 حيث كان في كل مرة يشيد بإمكاناته ويعتبره من أحسن اللاعبين الجزائريين، ولم يكتف التقني البرتغالي بذلك بل ذهب إلى حد القول إن ابن الطاهير بإمكانه الاحتراف في أوروبا. وللحديث عن المرحوم ارتأينا أن نجمع شهادات المدرب مناد واللاعبين دلالو ومهية اللذين يعرفانه جيدا. مناد: “المرحوم كان مثالا في الجدية“ أكد المدرب مناد أن اللاعب لحمر كان مثالا في الجدية والانضباط حيث يقوم بعمله لوحده وكما ينبغي ولا يعرف الغش سواء في التدريبات أو اللقاءات الودية والرسمية، كما أنه لا يخلق المشاكل في التشكيلة بدليل كما قال علاقته بالجميع جيدة للغاية وإذا لم يعجبه أحد قراراته يتحدث معه شخصيا في الموضوع ويطلب تقديم توضيحات. وخلص المسؤول الأول عن العارضة الفنية إلى التأكيد على أن رحيل لحمر يعد خسارة كبيرة للشبيبة البجاوية لأنه كان ركيزة أساسية ويقوم بعمل كبير على مستوى وسط الميدان ولحد الآن كما قال لم يجد لاعبا مثله يؤدي الدور نفسه الذي كان يقوم به. واغتنم مناد فرصة تذكر الفقيد ليدعو له بالرحمة والمغفرة. دلالو: “حسان دائما في البال وعندما أتحدث عنه تغلبني الدموع” أكد اللاعب رضا دلالو في سياق حديثنا معه حول الذكرى الأولى لوفاة لحمر الذي لعب معه في الشبيبة البجاوية، أنه يتذكر دائما المرحوم لأنه لا يمكن له نسيانه على اعتبار أنه كان من أقرب اللاعبين إليه وتربطهما علاقة صداقة، كما أن اسميهما اقترنا بالأغنية الشهيرة “ إيه دلالو- لحمر أولي لي روج” التي كان يرددها انصار الشبيبة موسم 2005/2006 الذي سجل فيه الفريق عودته إلى القسم الأول. وكشف ابن عنابة أنه لم يتحمل لحد الآن فراق زميله حسان وتغلبه الدموع كما قال كلما يسمع اسمه أو يتحدث عنه مع بقية زملائه اللاعبين، وختم دلالو كلامه بالدعاء للاعب بالرحمة والمغفرة، راجيا من الله عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه. مهية: “فقدت أحد إخواني وأدعو له بالرحمة والمغفرة“ أكد رشيد مهية لاعب مولودية العلمة أنه لم يستطع لحد الآن تحمل فراق صديقه لحمر الذي يعتبره بمثابة أحد إخوانه بالنظر إلى العشرة الطويلة التي جمعتهما في فرق اتحاد بسكرة، مولودية باتنة وشبيبة بجاية، وقال في هذا الإطار: “لقد فقدت أحد إخواني لأننا عشنا سويا لعدة سنوات، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أدعو له بالرحمة والمغفرة“. وحسب محدثنا فإن الكرة الجزائرية فقدت أحد أحسن لاعبيها بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي كان يتمتع بها وقيامه بدوره كما ينبغي في الميدان، كما كانت لديه أخلاق عالية. أما فيما يخص حياته خارج الميادين فكشف لنا محدثنا أن الفقيد “كان زهواني ويحب الڤصرة“ خاصة مع زملائه اللاعبين، كما أنه كان يحب عمل الخير ومساعدة الناس. قاسم عاد أمس من فرنسا عاد اللاعب مهدي قاسم أمس الخميس من فرنسا التي تنقل إليها بحر الأسبوع الماضي، وسيكون حاضرا بعد غد الأحد مع التشكيلة لاستئناف التدريبات بعدما أنهى مرحلة إعادة التاهيل. وكان من المقرر أن يعود قاسم الاثنين الماضي لكن عدم إنهائه الحصص العلاجية التي كان يخضع لها عند أحد الأطباء جعله يتصل بالمدرب مناد ويطلب منه تأجيل عودته بيومين، وهو الأمر الذي وافق عليه المسؤول الأول عن العارضة الفنية للشبيبة الذي يأمل أن يستعيد اللاعب كامل إمكاناته البدنية والفنية ويكون جاهزا لمباراة القمة التي تنتظر فريقه نهاية الأسبوع القادم في ملعب الوحدة المغاربية أمام رائد الترتيب وفاق سطيف. دالي يتنقل اليوم إلى فرنسا لإجراء عملية جراحية يتنقل اليوم الجمعة اللاعب الدولي السابق رشيد دالي إلى فرنسا لإجراء عملية جراحية على مستوى الركبة التي أصيب فيها بعد تعرضه منذ سنوات إلى حادث مرور، وأكد اللاعب السابق للشبيبتين البجاوية والقبائلية في اتصال هاتفي معه سهرة أول أمس الأربعاء أنه سيدخل مستشفى “لابيتي” الموجود بالعاصمة باريس يوم 11 أكتوبر على أن يجري العملية في اليوم الموالي، ولا يسع يومية “الهداف“ في هذا المقام إلا أن تتمنى نجاح العملية والشفاء العاجل للاعب الذي قدم الكثير للكرة الجزائرية عامة والقبائلية على وجه الخصوص خلال سنوات السبعينيات.