بعد إقدام الجهات الوصية على غلق رياض الأطفال ومؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة التي لا تتماشى مع الشروط التي حددها المرسوم التنفيذي رقم 08-287، أضحى البحث عن جهة تتكفل بطفل دون سن التمدرس بحاسي مسعود أحد المشاغل اليومية التي تلاحق الأسر، خاصة إذا كان الوالدان يعملان بهذه المدينة التي يعتبر فيها عمل الزوجان أحد الخصوصيات التي تميز عاصمة النفط. وقد صدر في سبتمبر 2008 المرسوم التنفيذي المذكور سابقا وأعطى مهلة للمؤسسات التي كانت موجودة آنذاك من أجل التكيف مع الشروط التي حدّدتها مواده وفرضها على المؤسسات التي تنشأ لممارسة هذا النشاط الحساس، وقد يكون هذا التوجه في التشديد على مراكز استقبال الطفولة الصغيرة لأن ما يتلقاه الطفل داخل هذه المراكز يساهم بشكل كبير في تكوين شخصيته، لذا شدّد هذا المرسوم على ممارسي نشاط التكفل بالأطفال دون الخامسة حماية لهم من الجشع والتوجيه الخاطئ الذي يهضم حقوقهم. غياب الأسرة الكبيرة عن مدينة حاسي مسعود عقد المشكل من الأسباب التي عقدت مشكل التكفل بالأطفال الذين لم يبلغوا سن التمدرس بحاسي مسعود هو غياب الأسرة الكبيرة في هذه المدينة التي تعتبر تركيبتها الاجتماعية خليطا من أبناء الجزائر الذين قصدوها من مختلف المناطق للعمل، إذ تنتهي علاقتهم بمجرد انتهاء علاقة العمل، حيث لو كانت الأسرة الكبيرة موجودة لكان بإمكانها التكفل بهم بدلا عن الأم التي تنشغل عن هذه المهمة في أوقات عملها خارج البيت. لكن غياب هذه الخاصية عن المجتمع المحلي وانشغال الأمهات بعملهن خارج البيت عقّد من مهمة العثور عمّن يتكفل بالأطفال بعد غلق أغلب رياض الأطفال ومراكز استقبال الطفولة الصغيرة. ترخيص استثنائي مدته ثلاثة أشهر ورغم أن هذه المراكز بحاسي مسعود تمكّنت من الحصول على رخصة استثنائية لمزاولة نشاطها في التكفل بالأطفال مدته ثلاثة أشهر، إلا أن ذلك لم ينه حالة القلق التي تسيطر على العائلات المعنية خوفا من أن تكزن هذه المؤسسات عاجزة عن التكيف مع الشروط التي حددها المرسوم التنفيذي الذي جاء من أجل تنظيم هذا النشاط، خاصة بعد انقضاء المدة الأولى دون أن تتمكّن هذه المؤسسات من توفير كل الشروط التي فرضها المرسوم.