قررت منظمة الدول المصدرة للنفط ”الأوبك”، أول أمس، وكما كان متوقعا الإبقاء على إنتاجها دون تغيير تحسبا لتراجع الدولار الى صعود مبالغ فيه لأسعار النفط معلنة عن تعيين إيران رئيسة لها خلال السنة القادمة في خطوة هي الأولى منذ 36 سنة. وللمرة السادسة على التوالي أبقت ”أوبك” على إنتاجها الذي اعتمدته منذ الفاتح جانفي 2009 والمقدر ب 24.84 مليون برميل يوميا. وأكدت الإكوادور التي ترأس الدورة الحالية للمنظمة قرار عدم تغيير مستويات الإنتاج، وكشفت عن المؤتمر القادم للمنظمة، أنه سيكون في ”كيتو” في 11 ديسمبر القادم، وسيتم عقد المؤتمر التالي للمنظمة في جوان 2011. وقال ويلسون باستور، رئيس ”أوبك”، إن أعضاءها ”اتفقوا على ترك مستويات الإنتاج المستهدفة دون تغيير”، وهو ما كان متوقعا على نطاق واسع. وكانت المنظمة قد أعلنت في 2008 عن تخفيضات قياسية في الإنتاج بمعدل 4.2 مليون برميل يوميا، واعتبرت السعودية - أكبر مصدر للنفط في العالم- أن ”70 إلى 80 دولارا للبرميل يعد مستوى مثالي للمنتجين والمستهلكين على السواء”. وتراجع الدولار، أول أمس، مسجلا أدنى مستوياته أمام سلة من العملات، ما جعل سلع الدول المقومة بالدولار الأرخص نسبيا لحائزي العملات الأخرى. من جهته، صرح شكري غانم، رئيس الوفد الليبي أن ”سعرا بين 75 و85 دولارا مقبول”، مضيفا في الوقت نفسه ”أنه سيرحب بارتفاع سعر النفط”. وعقب الإعلان بفيينا عن الإبقاء على سقف إنتاج ”أوبك” ولم يطرأ تغيير محسوس على أسعار النفط التي اقتربت من مستوى 84 دولارا للبرميل بدعم من تراجع الدولار الذي عزز الإقبال على شراء السلع الأولية. وحقق النفط حتى الآن مكاسب متواضعة مقارنة بالذهب الذي سجل سلسلة من الأرقام القياسية إذ أن تأثير الدولار على النفط حد منه ضعف العوامل الأساسية للسوق في ظل مخزونات وقود تقترب من مستويات قياسية مرتفعة وضعف الطلب، إلا أن بعض المحللين يقولون إن هناك احتمالا لأن يسجل النفط موجة صعود قوية، وقال محلل من ”جيه.بي مورجان ”بدون التزام محدد بالدفاع عن مستوى سعري يمكن أن يتحرك سعر النفط بحسب قوة العوامل الأساسية بين 65 و100 دولار، هناك اتجاه صعودي في ظل التيسير الكمي الذي أدى لضعف الدولار وحفز الاقتصاديات الناشئة”.