عرفت عدة مراكز مخصصة لاجتياز مسابقة التوظيف الخاصة بمدراء التربية والمفتشين، التي انطلقت أمس، تجاوزات جراء سوء التنظيم وغياب التخطيط المحكم من طرف القائمين على هذا الامتحان، ما أدى إلى إقصاء عدد هائل من المترشحين، بعد أن وجهوا إلى مراكز لم تتضمن تخصصاتهم، ومنع آخرون من دخول القاعات بحجة التأخر أقصي عدد كبير من الأساتذة المرشحين لمسابقة الدخول إلى المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية، الخاصة بمناصب مفتشي ومدراء التربية، والتي تنظمها وزارة التربية الوطنية بمعية مديرية الوظيف العمومي على مدار يومين، بداية من تاريخ 16 من الشهر الجاري، وهذا بعد أن فشلت الوصيتان في ضمان السير الحسن للمسابقة، حسب الشكاوى العديدة التي تلقتها “الفجر”. وحسب المعلومات الواردة من طرف المحتجين، فإن أزيد من 50 أستاذا تنقلوا من ولايات عدة إلى العاصمة خصيصا لاجتياز المسابقة، حسب الاستدعاء الذي تحصلوا عليه من مديريات التربية، غير أن المفاجأة أن المراكز التي وجهوا إليها لا تحوي على تخصصاتهم، على غرار ما حصل لأساتذة التعليم الثانوي لولاية ورقلة تخصص تاريخ وجغرافيا الذين عانوا مشقة بعد المسافة لاجتياز مسابقة للالتحاق برتبة منصب مفتش التربية، حيث اصطدموا بكون المتوسطة التي من المفترض أن يجتازوا فيها المسابقة، والمتمثلة في متوسطة 2068 مسكن بباب الزوار، مخصصة فقط لتخصص الرياضيات، مع العلم أن ورقة الاستدعاء والتي تحوز “الفجر” نسخة منها واضحة في بياناتها، وأكدت على المتوسطة المذكورة، والمواد التي يتم الامتحان عليها. واستنكر الأساتذة سوء التسيير، منددين بحرمانهم من المسابقة، حيث أكد أستاذ الثانوي (ك. صالح) من ورقلة، أنهم عانوا الأمرين ليتنقلوا الى العاصمة، ليتم إقصاؤهم من الترقية إلى مناصب عليا، في الوقت الذي استنكر أساتذة تقرت وآخرون من العاصمة إقصاءهم بسبب تأخر بسيط لم يتعد 10 دقائق، بسبب بعد مقر سكناتهم عن المتوسطة السابقة الذكر، وهذا بعد المعلومات الصادرة عن رئيس المركز، الذي رفض التساهل مع المتأخرين، خصوصا وأن العاصمة تعرف ازدحاما رهيبا في حركة السير صباحا. وتتواصل معاناة المترشحين، حيث عرفت مراكز أخرى وحسب مصادر مطلعة ل”الفجر” تجاوزات وأخطاء من نوع آخر، حيث كان هناك خلط كذلك في أرقام التسجيل، ما تسبب في عدم إيجاد قاعات الامتحان جراء عدم تسلسلها، ليقصى عدد آخر من الأساتذة على إثر عدم اجتيازهم المادة الأولى المتعلقة بالثقافة العامة. وشكك المترشحون في نزاهة المسابقة المعلن عنها، واعتبروا المسابقات المعلن عنها شكلية فقط، وأنها غطاء فقط لتمرير وإنجاح أسماء آخرين رغم تدخل الوظيف العمومي، الذي أكد أنه سيضع حدا لفضائح المسابقات، بعد اتهام مسؤولي وزارة التربية أنهم وراء عدم شفافيتها، حيث ظهرت عداوة علنية بين وزير التربية أبو بكر بن بوزيد والمدير العام للوظيف العمومي، جمال خرشي، غير أن الواقع يظهر شيئا آخر، على حد قول مصادرنا، فكلاهما لم يفلح في تفادي التجاوزات.