أرجع رئيس دائرة الأمن والوقاية بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، قشوط علي، استمرار تأخر رحلات القطارات للضواحي والجهة الغربية منذ بداية الأسبوع المنصرم، والتي ستتواصل على مدار شهر تقريبا، إلى العمل التخريبي المتمثل في “الحرق” الذي استهدف غرفتي تحكم ضوابط الإشارة بمنطقة جسر قسنطينة، غير بعيد عن محطة القطار من قبل أشخاص مجهولين تحقيقات لكشف الفاعلين وسباق مع الزمن لإصلاح العطب وهي المدة التي تستغرقها عملية إصلاح العطب والخلل من طرف المصالح التقنية المختصة، حيث جندت كافة الوسائل والتجهيزات للعملية حسب المتحدث، كما فتحت مصالح الأمن تحقيقا حول الاعتداء، وهو الحادث الذي يؤخر 54 رحلة ذهابا وإيابا على متن 27 قطارا في اليوم. تبقى التأخرات على متن القطارات تثقل كاهل المسافرين وزبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية كل يوم، بالرغم من المجهودات التي تبذلها الإدارة الوصية والفرق التقنية العاملة على طول الخطوط، الضواحي كانت أو الطويلة، لإصلاح الأعطاب التي تصيبها وهو المشكل الذي لم يجد له المواطنون تفسيرات حيث يصلون متأخرين مكرهين. ولا تكاد تخلو يوميات المسافرين من زبائن الشركة لضواحي “الجزائر-العفرون” والجهة الغربية قطارات وهران السريعة وقطار “الشلف” “أوتوراي”، منذ الأسبوع المنصرم، من الاستياء بسبب التأخرات المستمرة في مواعيد الرحلات سواء الإقلاع أو الوصول، منذ بداية الأسبوع المنصرم تزامنا وموجة سوء الأحوال الجوية التي عرفتها العديد من المناطق لا سيما الولايات الساحلية والداخلية التي شهدت تساقط كميات معتبرة من الأمطار وهبوب رياح قوية فاقت سرعتها 80 كلم في الساعة، خلال 24 ساعة فقط من يوم الأحد من الأسبوع الفارط، حيث شهد خط السكة الحديدية للضواحي “الجزائر-العفرون” توقفا لحركة سير القطارات، وبالضبط عند مخرج ومدخل محطة القطار ببلدية “جسر قسنطينة” بسبب سقوط أحد الكوابل الكهربائية ذات الضغط العالي على الخطوط المكهربة، حسب ما أفاد به رئيس دائرة الأمن والوقاية قشوط علي آنذاك في تصريح ل”الفجر” الذي قال إنها تستعمل في سير القطار الكهربائي “أوتوموتريس”، وهو ما استدعى التدخل العاجل لفرق الصيانة وإصلاح الأعطاب بالشركة الوطنية للكهرباء والغاز، ونظيرتها للنقل بالسكك الحديدية لبذل مجهودات كبيرة على مدار يوم كامل، من العمل المضني والذي قارب سبع ساعات كاملة عند موقع الحادث، حيث مكث أحد القطارات الكهربائية تلك المدة الزمنية المذكورة سابقا ليتم تحريره من السكة باستعمال قطار الديازال وسحبه نحو محطة الجزائر. المسافرون وزبائن الشركة استبشروا خيرا بإصلاح العطب، لكن فرحتهم لم تدم طويلا لعودة التأخرات لقطارات الجهة الغربية والضواحي بنفس مكان الحادث الأول، حيث وبمجرد وصول القطار الكهربائي أو “الديازال” أو “الأوتوراي” إلى محطة جسر قسنطينة يتوقف لبعض دقائق عند المدخل ويعيد الكرة لدى المخرج وهو ما يجعل برنامج الرحلات ورزنامة القطارات متذبذبة. وقصد الحصول على توضيحات وتفسيرات أكثر اتصلت “الفجر” أمس برئيس دائرة الأمن والوقاية، قشوط علي، بالمديرية العامة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية حيث أكد ذات المسؤول في تصريحه، أن هذه التأخرات ستستمر خلال الأيام القادمة وستتواصل على مدار قرابة شهر كامل، حتى يتم إصلاح العطب والخلل الذي أصاب جهاز التحكم الخاص بالإشارة المستخدم في توجيه القطارات، والمتمثل في غرفتين من الحجم المتوسط تتضمنان لوحات الإشارة مزودة بنظام خاص وموصول بمجموعة الكوابل الكهربائية، والذي كان محل اعتداء بالحرق من طرف أشخاص مجهولين يوم الحادث الأول (سقوط خيط كهربائي للضغط العالي على الخطوط الكهربائية المستعملة في سير القطارات) حيث أضرم هؤلاء النار في ذلك الجهاز ما استدعى توقيف رحلات القطار للضواحي “الجزائر-العفرون” وقطارات الجهة الغربية“وهران، والشلف” بمنطقة جسر قسنطينة لدى مدخل ومخرج المحطة، وسارعت بعدها الفرق التقنية وعمال الصيانة من مهندسين وتقنيين إلى موقع الحادث للقيام بالفحص والتشخيص، حيث تفاجأوا لحجم الأضرار التي أصابت غرفتي التحكم لضوابط الإشارة المستعملة في سير القطارات، وهم لحد الآن يعملون جاهدين لإصلاح العطب وتغيير غرفتي الإشارة حتى تعود حركة سير القطارات كما كانت في السابق. وأوضح المتحدث أن عملية تجديد غرفتي التحكم وصيانتها تتطلب وقتا ومدة زمنية ستقارب الشهر، لأنها ليست بالسهولة التي يعتقدها المسافر لأن الأمر يتعلق بجهاز موصول بالكهرباء ويتكون من مئات الخيوط الكهربائية والقواطع، وبالتالي هؤلاء عليهم الصبر حتى يتم إصلاح العطب بصفة نهائية، مضيفا أن كل قطار يتأخر دقيقة عن موعد وصوله أو إقلاعه فإن ذلك يكلف ما بين 600 و700 دينار، وهو ما سيكلف المؤسسة خسائر ضخمة بالنظر إلى عدد القطارات والمدة التي سيتطلبها إصلاح العطب.